๑۩۞۩๑ مذكرات نجوم المنتخب المصري -الجزء الأول- المعلم حسن شحاته (مع صور نادرة) ๑۩۞۩๑
صفحة 1 من اصل 1
๑۩۞۩๑ مذكرات نجوم المنتخب المصري -الجزء الأول- المعلم حسن شحاته (مع صور نادرة) ๑۩۞۩๑
حسن شحاتة من الرصيف إلى عرش أفريقيا
*****************************************
حلمت بالتصوير مع حمادة إمام... فوجدتني ألعب إلى جواره وأحرز هاتريك
حسن شحاتة هو الاسم الأبرز حاليا لدى جماهير الكرة المصرية والعربية، وهي مكانة احتلها بعد رحلة طويلة في الملاعب منذ أن كان لاعباً ناشئاً في صفوف نادي الزمالك، وعماد فريقه الأول، ومهندس أدائه، وقضائه فترة من أجمل فترات حياته في الكويت، حتى وصوله إلى أعلى مراتب النجومية واعتلائه قمة التدريب في مصر.
يحكي شحاتة عن رحلته مع الكرة وذكرياته وهمومه، واكتسابه العديد من الخبرات خلال مراحل حياتية خصوصا مرحلة عمله بالكويت، وذلك عبر مذكراته التي اختص بها «الجريدة» وتنشرها على حلقات.
أحب حسن شحاتة الكرة فأحبته وأعطته من الشهرة والمجد ما يحلم به كل شخص، بدأ مشواره مع كرة القدم كأي طفل صغير طامح الى أن يكون اسما ذهبيا يوما ما، حياته مليئة بالصراعات من أجل تحقيق حلمه، فطريق الوصول الى الشهرة غير مكلل بالورود، لحظات صعبة مرت عليه وأحاسيس مختلفة شعر بها: طموح... قلق... فرح... حزن، لحظات عاش فيها الانكسار ولحظات عاش الانتصار، انتقادات كثيرة لم يسلم منها كانت كفيلة بأن تحبط من عزيمته، لكن عشقه للكرة وحب الجماهير له جعلاه لا يهتم بما يقال، ويستمر في تحقيق إنجازاته وطموحاته.
حسن شحاتة صاحب أشهر هتاف كروي في الملاعب المصرية «حسن شحاتة يا معلم... خللي الشبكة تتكلم»، وهو ما منحه لقب «المعلم» الذي صاحبه حتى اليوم.
أحسن القيادة وأثبت أن المدرب المحلي لا يقل عن الأجنبي، بل ويتفوق عليه إذا وجد المناخ المناسب لتأدية مهامه وإبراز قدراته، وهو ما حدث مع شحاتة، فليس سهلا أن يصنع مدرب مجدا ونصرا غاليا، وأن يحافظ بعد عامين على هذا المجد والانتصار، إلا إذا كان مدرباً بدرجة امتياز.
يتحدث شحاتة في هذه الحلقة عن نشأته وبدايته الكروية والمصادفة التي قادته الى نادي الزمالك.
لم أكن أتخيل نفسي في يوم من الأيام أن أكون لاعب كرة قدم في ناد كبير بحجم نادي الزمالك، فقد ولدت في أسرة بسيطة للغاية في مدينة كفر الدوار، إحدى مدن محافظة البحيرة، والدي المرحوم علي شحاتة كان يعمل موظفاً في شركة غزل كفر الدوار، ووالدتي «ست بيت» مثل أي أم ريفية تفكيرها ينصب على كيفية إرضاء زوجها، والدي كان يحب «العزوة» مثل أهل القرى في المحافظات المختلفة في بر مصر بأكمله، فاتخذ قراره بأن يمتلك العديد من الأبناء على أن يكون حريصاً على إعطائهم القسط الكافي من التعليم، لمواجهة الزمن الذي نعيش فيه على عكس العديد من الآباء في تلك الحقبة، وكان دائماً يقول لنا جميعاً إن العلم سلاح لكل شخص في مواجهة المجهول، وترتيبي بين أشقائي قبل الأخير من بين تسعة أبناء هم: محمد وعبده وأحمد ومصطفى والسعيد وزينب وإبراهيم وفاتن، ويعتبر شقيقي الأكبر محمد نسخة كربونية من والدي في صرامته وخوفه الشديد علينا، رغم أن المثل الشائع في الريف المصري يقول «إنه دائماً ما يكون هناك غيرة بين الأولاد الذين يولدون فوق رؤوس بعض»، لكن شقيقي إبراهيم هو الأقرب إلى قلبي ومعه شقيقتي فاتن، خصوصاً أن والدي غرس فينا روح الحب والأخوة، مؤكداً لنا أنه عندما قرر أن يكون لديه كثرة في الأبناء كان غرضه ان يخافوا على بعضهم ويكونوا يداً واحدة في مواجهة المستقبل.
بدايتي مع كرة القدم
********************
حكاياتي مع كرة القدم مرت بالعديد من المراحل التي تحمل الحزن والسعادة، لحظات عشت فيها الانكسار ولحظات عشت الانتصار، فقد بدأت مثل كل طفل صغير يحلم بأن يقضي وقت فراغه في حالة من السعادة في الشارع مع زملائه وجيرانه في شوارع مدينة كفر الدوار، ولا استطيع أن أتذكر التفاصيل الكاملة عن طفولتي وكل ما في ذهني أنني كنت ألعب في الشارع مع شقيقي إبراهيم، وأؤكد أنه كان يفوقني في القوة والمهارة في لعبة كرة القدم مئات المرات، وكنت أحاول أن أدخل معه في التحدي أثناء اللعب في الفريق المنافس لفريقه، ودائماً ما كان يتفوق عليّ في كل شيء خصوصاً في إحراز أروع الأهداف، وعندما وصلت إلى سن العاشرة كنت طالباً في المرحلة الابتدائية، واكتشفني عن طريق المصادفة شقيقي الأكبر محمد الذي كان يعمل مدرباً في نادي غزل كفر الدوار، وبدأ في تلقيني الدروس الأولى في ممارسة لعبة كرة القدم التي كانت بمنزلة الدروس الخصوصية من دون سداد أي مقابل مالي، وكان الدرس الأول في أنها لعبة جماعية لابد فيها من التعاون مع زملائي في الملعب بعيداً عن اللعب بأنانية أو فردية حتى نحقق في النهاية النتائج الإيجابية، وفي هذه الأحيان قرر المسؤول عن فريق كرة القدم في المدرسة الابتدائية ضمي الى الفريق المدرسي، وبدأت في الحصول على قسط من الشهرة بالمدارس المجاورة في مدينة كفر الدوار، وحصلت مع مدرستي على بطولة المدينة وصعدنا لكي نصفي مع مدارس المحافظات المختلفة، ووقتها والدي كان معترضاً تماماً على فكرة لعب الكرة، لأنها ستجعلني أهمل دروسي فكان يريدني أن أكون ذا شأن آخر بعيداً عن الساحرة المستديرة، لكنني كنت ألعب الكرة دون أن يعلم، وكانت والدتي، الله يرحمها، تقوم بمساعدتي لأنني كنت الدلوعة بتاع الكل، خصوصا أنني الأخ الأصغر بين أشقائي الرجال، وبعد انتهائي من مرحلة الدراسة الابتدائية ذاع صيتي بشكل كبير حتى علم والدي، وأبلغني بأن أي تقصير سوف يحدث في دراستي بسبب كرة القدم سيواجهه عقاب شديد القسوة، وبدأت شهرتي تزداد مع مشاركتي في بطولة الناشئين بالوجه البحري أثناء فترة دراستي في المرحلة الإعدادية، التي جاءت بناء على توصية من شقيقي الأكبر محمد، فممارسة كرة القدم في بداية مشوارها تكون صعبة للغاية وتحتاج إلى يد تساعد اللاعب الموهوب على الدخول إلى النادي الذي ستظهر فيه موهبته، وشاركت مع منتخب الناشئين في عام 1959، بعدها قرر شقيقي محمد أن أتوجه إلى نادي غزل كفر الدوار الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية آنذاك ولعبت بين صفوفه.
شغف بالتلفزيون لمشاهدة نجوم الزمالك
**************************************
وخلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي كانت الدولة تهتم بأن تكون للمصانع أندية يمارس فيها العاملون جميع أنشطتهم وهواياتهم المختلفة، حتى جاء عام 1960، الذي لن أنساه، فقد دخل التلفزيون إلى مصر في هذا العام، وكان محدوداً للغاية في مدينة كفر الدوار من حيث عدد من يمتلكون هذا الجهاز، وكان عمري وقتها لم يتجاوز الـ13 عاماً، وكنت أذهب عند أحد جيراني «يوجد عندهم جهاز تلفزيون أبيض وأسود»، لكي أشاهد مباريات كرة القدم لقطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك حتى اطلع على المهارات العالية للاعبي الفريقين، وكنت أنتظر بفارغ الصبر موعد المباريات التي تجمع الناديين، وبدأت في تشجيع نادي الزمالك بعدما أعجبت بنجومه الكبار أمثال الكابتن حماده إمام صاحب المهارات الفنية العالية، وقد أعجبت بذكائه الشديد في التعامل مع الكرة داخل الملعب، والطريقة التي يراوغ بها لاعبي خط دفاع الفرق المنافسة، والأماكن التي يقف ويتمركز بها في الملعب، وكنت معجباً أيضا بالكابتن طه بصري صاحب الرؤية الفنية الجيدة والقيادية داخل أرجاء الملعب، بالإضافة إلى إعجابي بالكابتن عمر النور الملقب «بالفهد الأسود» والكابتن يكن حسين، ومن الأمور التي أدت إلى ازدياد تشجيعي وحبي للزمالك صوت المرحوم الكابتن محمد لطيف أثناء تعليقه على مباريات الزمالك، وكنت دائماً في اشتياق لسماع صوته وهو يعلق ويردد مقولاته الشهيرة «وبسبب زملكاويته قررت أن أشجع القلعة البيضاء»، ظللت أحلم باليوم الذي سوف ارتدى فيه الفانلة البيضاء ذات الخطين الحمر، وكنت ألعب مع فريق غزل كفر الدوار ومع منتخب بحري في آن، والتحقت بمدرسة صلاح سالم الثانوية التجارية.
المصادفة البحتة
****************
وذات مرة كنت أشارك بصفة أساسية مع منتخب بحري فشاهدني عن طريق المصادفة البحتة الكابتن محمد حسن حلمي (زامورا) رئيس نادي الزمالك آنذاك في إحدى المباريات الودية، وطلب مني ضرورة الحضور إلى القاهرة للانضمام الى ناشئي الزمالك في صيف عام 1966، وكان عمري لم يصل إلى سن 19 عاماً، وبالفعل ومن دون تفكير ركبت القطار في الفجر من محطة كفر الدوار متجهاً إلى القاهرة، لإجراء الاختبارات في نادي الزمالك، وهذا اليوم بالذات محفور في ذاكرتي ولن أنساه في تاريخي الكروي، وأتذكره كأنه حدث ليلة أمس عندما كنت على أبواب النادي حاملاً في يدي حقيبة ملابس صغيرة لا يتجاوز ثمنها الخمسين قرشاً، ورفض أفراد الأمن دخولي من الباب رغم أنني أقسمت لهم أن الكابتن حلمي زامورا طلب مني الحضور من بلدتي لمقابلته، لكي ألعب مع قطاع الناشئين بالنادي، لكن التعليمات كانت صارمة بمنعهم دخول الغرباء داخل النادي، فشعرت بالإحراج الشديد وقررت الجلوس بجوار الباب أفكر بماذا أفعل، هل سأعود أم انتظر الكابتن حلمي زامورا على الباب حتى يأتي سواء في هذا اليوم أو الغد أو حتى بعد أسبوع، لكن الفرج جاء من باب واسع، حيث وجدت الكابتن حمادة الشرقاوي يقترب مني، وسألني عن سبب جلوسي وحيداً على الأرض بجوار الباب، فحكيت له الموقف المحرج الذي تعرضت له، وعلى الفور وجدته يشدني من يدي ويدخلني إلى غرفة خلع الملابس، ويطلب مني ضرورة ارتداء ملابسي الرياضية لكي أنزل إلى أرض الملعب ليشاهدني القائمون على إدارة شؤون الكرة داخل نادي الزمالك، وبالفعل نجحت في أن أشارك في أول تقسيمة بنفس اليوم وكأن الحظ ابتسم لي أخيراً، وأعجب بي الكابتن حلمي زامورا ومعه عدد كبير من نجوم النادي الكبار، خصوصاً أنها المرة الأولى التي أنزل فيها إلى استاد ميت عقبة، ووجدتني ألعب بجوار الشخص الذي كنت أحلم بأن آراه في يوم من الأيام وأتصور معه فقط، وهو الكابتن حمادة إمام، ونجحت في تلك التقسيمة من تسجيل ثلاثة أهداف من الأهداف الأربعة التي أحرزها فريقي، وقدمت أول أوراق اعتمادي إلى مسؤولي الزمالك بعدما وقف الكابتن حمادة يصفق لي بحرارة شديدة مع الهدف الثالث الذي أحرزته، ومن هذا التوقيت وأنا موجود داخل القلعة البيضاء وبالتحديد منذ وقعت عقد الانضمام الى صفوف الزمالك في عام 1966.
بعد انضمام حسن شحاتة إلى الزمالك وإثبات نفسه على الرغم من صغر سنه جاء قرار إيقاف النشاط الرياضي، إثر نكسة 1967، دافعاً له إلى التحدي في مكان جديد وهو الكويت وتحديداً في نادي كاظمة الذي دافع عن ألوانه ست سنوات، كما مثّل منتخب الكويت العسكري، وتلك كانت إحدى أهم نقاط التحول في حياة معلم الكرة المصرية، الذي حاز على لقب أفضل لاعب في آسيا بعد أن مثّل العربي في نهائيات رابطة دوري أبطال آسيا.
فور انضمام شحاتة إلى نادي الزمالك لعب في صفوف الفريق الأول، ليجد نفسه - وهو الناشئ - يقف وسط جيل الكبار وينجح في إثبات نفسه ومكانته، مما يؤهله للسفر إلى الكويت والتعاقد مع نادي كاظمة، ويستمر فيه ست سنوات لعب خلالها لمنتخب الكويت الوطني، وكانت أسعد أيام حياته, حسب ما يقول, ونقطة تحول في تاريخه.
وفي هذه الحلقة، يتحدث شحاتة عن فترة وجوده في الكويت وخوضه مباريات مهمة في حياته، وحصوله على لقب أفضل لاعب في قارة آسيا.
عام الحزن
***********
يقول شحاتة: انضممت إلى صفوف نادي الزمالك لكي ألعب في صفوف الفريق الأول، ولم يتم تنفيذ الاتفاق السابق مع المرحوم محمد حسن حلمي «زامورا»، بأن انضم إلى قطاع الناشئين، لأقف وسط جيل الكبار، وعاصرت طوال فترة وجودي في القلعة البيضاء ثلاثة أجيال من العمالقة الذين صنعوا تاريخ نادي الزمالك، ما بين جيل الكبار حمادة إمام ونبيل نصير وعمر النور وسمير محمد علي والجوهري الكبير، وجيل الوسط حلمي طولان وفاروق جعفر وعادل المأمور وأحمد رفعت، ثم الجيل الأخير الذي لعب فيه نصر إبراهيم وسعيد الجدي، ولم ألعب مع نجوم الزمالك الكبار إلا لمدة موسم واحد فقط في عام 1966، وانضممت إلى صفوف منتخب مصر الوطني حتى اندلعت حرب يونيو 1967، ليصدر قرار نهائي بإيقاف نشاط كرة القدم.
ويعتبر عام 1967 عام الحزن في حياتي، حيث إن شقيقي إبراهيم الذي يكبرني بعام واحد، كان مجنداً ضمن قوات الجيش المصري في سيناء، واختفى فجأة من الوجود تماماً، ولم يستطع رجال القوات المسلحة أن يعرفوا هل مازال حياً أو ميتاً أو أسيرا عند العدو الإسرائيلي، رغم أن زملاءه في سيناء أثناء الحرب جاؤوا إلى منزلنا في كفر الدوار وأخبرونا أنهم شاهدوه في المعركة في سيناء، ولعل عدم عودته يدل على أنه مفقود مع جميع المفقودين غير المعروف مكانهم حتى وقتنا هذا، وشقيقي إبراهيم كان يلعب ضمن صفوف النادي الأهلي في قطاع الناشئين، ولم يتم تصعيده إلى صفوف الفريق الأول لظروف تأديته الخدمة العسكرية، حتى اندلعت الحرب، وكان يفوقني في المهارة الفنية والبدنية، وكنت بالنسبة إليه مجرد «عيّل صغير» في كرة القدم، ولو كان قدر له الله - سبحانه وتعالى - الحياة والاستمرار في مجال الكرة، لأصبح ذا شأن كبير في كرة القدم المصرية، وأذكر عندما كنا ندخل في تحد في المهارة، خصوصاً في الترقيص وتنطيط الكرة، كان يكسب الرهان.
الانتقال إلى نادي كاظمة الكويتي
******************************
مع قرار إيقاف نشاط الكرة في مصر لظروف النكسة، والحزن يخيم على الجميع، حيث كنت أشعر بمرارة شديدة، وكدت أغرق في طوفان اليأس، لكن روح التحدي في داخلي جعلتني آمل خيراً في المستقبل، الذي سرعان ما دق نوره أبوابي، متمثلا بحضور وفد كويتي من أعضاء مجلس إدارة نادي كاظمة مكون من فيصل السعدون وعبد الله الشيخ، وفوجئت بهما يتحدثان عني ويطلبان من محمد حسن زامورا التعاقد معي على سبيل الإعارة، بناء على رغبة رئيس النادي في تلك الفترة يوسف عبد الله شاهين القائم، الذي كان له دور كبير في إتمام التعاقد مع مسؤولي الزمالك، وحينها شعرت أن أبواب الأمل قد فتحت أمامي من جديد، وتملّكني شعور بأنني على أعتاب مرحلة جديدة تحمل لي خيراً، وأتذكر في هذا التوقيت الموقف العظيم الذي قام به المرحوم محمد حسن حلمي «زمورا» معي، عندما جاءني العرض الكويتي، فقد سمح لي بالسفر إلى نادي كاظمة، حتى أتمكن من تأمين مستقبلي بالشكل اللائق من الناحية المادية، إلى جانب ضرورة الحفاظ على مستواي الفني والبدني في حال استمرار إيقاف نشاط الكرة إلى أجل غير مسمى، وقد نصحني - حينئذ - بعدم التهاون مع الكرة، وقال «إن أقدمت على خيانة مبادئك الكروية فستهجرك الموهبة إلى الأبد»، وقد وضعت هذه المقولة القيّمة في تفكيري دائماً، فواظبت على التمارين والاجتهاد في الملعب والإخلاص للكرة، حتى شهد الجميع بجدارتي، وحصلت على الثقة التامة من جانب المسؤولين في نادي كاظمة، خاصة عبد الله الشيخ والسعدون ورئيس النادي، الذين ذلّلوا أمامي كل المشاكل والعقبات، وأحاطوني برعاية تامة، فمنذ وصولي إلى الكويت أقمت في حي السالمية، ذلك الحي الهادئ الذي ارتبطت فيه بصداقات جميلة سواء مع جيراني أو أصدقائي من اللاعبين.
وكنت أعيش في إحدى البنايات وسط حي السالمية، أدير شؤون حياتي وحدي، فقد كنت أقوم بأعمال الطبخ والغسيل وكي الملابس وكل الأعمال المنزلية بيدي، حتى أصبحت طباخاً ماهراً، وكنت أقوم «بعزومة» أصدقائي اللاعبين من كاظمة كثيراً، الذين أعجبوا بطعامي، وذات مرة حدث أن زارني اللاعب حسين محمد، وكنت في ذاك اليوم على عجلة من أمري ولم أعدّ بعد طعام الغداء، وفوجئت به يطلب تناول الغداء معي، ولم أستطع رفض طلبه وقمت بإعداد طبقي «مكرونة» بسرعة فجاءت «معجنة»، فقال لي حسين محمد «كنت بتخدعنا طوال الفترة الماضية وتجلب أحداً يقوم بالطبخ بدلاً منك في غيابنا»، ولم يقتنع أنني أقوم بذلك، حتى قمت بإعداد الغداء له في يوم آخر أمامه.
نجاحي رسّخ علاقتي بكاظمة
**************************
العلاقة مع لاعبي نادي كاظمة ترسخت أكثر داخل الملعب، فقد نجحت في أن يكون لي دور إيجابي مع زملائي في الفريق، وفي تلك الفترة ذاع صيتي في الكويت، لاسيما بعدما تحقق الإنجاز الكبير مع نادي كاظمة العريق، الذي أعتبره بمنزلة نقطة التحول في تاريخي، حيث إن الإنجاز جاء بالصعود من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية ثم إلى دوري الدرجة الأولى في ثلاثة مواسم متتالية، مما يعد إنجازاً بجميع المقاييس، وبدأت الأسئلة تثار عن ذلك اللاعب المصري الذي يقود فريق كاظمة نحو تحقيق الانتصارات، مما أدى إلى سعي المسؤولين فى نادي العربي الكويتي إلى الاستعانة بي، خاصة أنه وقتها كان مقبلاً على الأدوار النهائية في نهائيات رابطة دوري أبطال آسيا، وبالفعل تم الاتفاق مع مسؤولي كاظمة على أن اشترك مع العربي خلال هذه البطولة، وحصلت خلالها على لقب أفضل لاعب، وكان هذا اللقب الأول في حياتي، وكنت وقتها صغير السن لم أتجاوز الـ 23 عاماً، وخبرتي في الحياة والتعامل ضعيفة للغاية، وبسبب تألقي وأهدافي أصبحت بين يوم وليلة حديث الجميع في الكويت. وإبان ذلك حدث أن منتخب الكويت العسكري كان يستعد لخوض مباريات نهائيات كأس العالم العسكرية، وتحدث معي المسؤولون في نادي كاظمة عن إمكان مشاركتي، فأبديت ترحيباً، وقالوا إنهم سيحققون المسألة، وعادوا بعد ذلك وعرضوا عليَّ التجنيد في القوات المسلحة الكويتية، حتى يتسنى لي المشاركة مع المنتخب، فوافقت على الفور وقلت لهم إنني أشعر أنني هنا في خدمة بلادي، وبالفعل تم تجنيدي.
وقبلت أن يتم تجنيدي في القوات المسلحة بالكويت، حتى أستطيع المشاركة مع منتخب الكويت العسكري في مباريات نهائيات كأس العالم العسكرية التي أقيمت في بانكوك عاصمة تايلاند، ولم أشعر بالحزن أبداً لأنني أرتدي «فانلة» منتخب الكويت، بل بالعكس كنت سعيداً جداً بأنني ألعب باسم دولة عربية شقيقة أعتبرها كما قلت بلدي الثاني.
اختياري للمنتخب المصري
************************
بعد انتهاء بطولة بانكوك، تلقيت دعوة من القاهرة للمشاركة مع المنتخب الوطني المصري أمام منتخب ليبيا، في أول مباراة دولية لي مع منتخب بلادي، وطلبت من المسؤولين في كاظمة السماح لي باللعب في القاهرة، فلم يتأخروا ووافقوا على الفور، وبالفعل حضرت خصيصاً من الكويت إلى القاهرة، ولعبت المباراة كاملة، ونجحت في أن أصنع الهدف الوحيد في المباراة الذي أحرزه نجم نادي المحلة هاني خليل، وكان ذلك في عام 1969، وعدت بعد ذلك إلى الكويت وكان قد تقرر ضمي إلى صفوف منتخب الكويت الوطني في عام 1969، وبصراحة شديدة لعبت لمدة ست سنوات في الدوري الكويتي لم أشعر فيها بالغربة، وأحسست أنني أجلس بين أفراد أسرتي، ومرت السنوات الست في لمح البصر، وقد تخلل هذه الفترة قرار باستئناف نشاط الكرة في مصر عام 1971، فقررت العودة، وبالفعل عدت لمدة شهر واحد بسبب أحداث مباراة الأهلي والزمالك، وحال الشغب الجماهيري التي تسبب فيها مروان كنفاني حارس مرمى النادي الأهلي، وتلك الواقعة أتذكرها تماماً، حيث إن حكم المباراة احتسب ضربة جزاء صحيحة لمصلحة نادي الزمالك بعدما تعمد مروان كنفاني - وهو فلسطيني الجنسية - التعدي بالضرب على «خليل» مهاجم الزمالك من وراء ظهر الحكم الذي رآه وقرر إنذاره، وتصدى فاروق جعفر لضربة الجزاء وأحرز منها هدف المباراة الوحيد، الذي بسببه اعترض مروان على عدم صحة ضربة الجزاء، وقام بقذف الكرة إلى المدرجات لتكون شرارة الشغب الجماهيري الأولى، وبعدها مباشرة عدت إلى الكويت مرة أخرى لأشارك في مباريات الدوري الكويتي، واستمرت الحال، حتى قررت أن أعود مرة أخرى إلى القاهرة وتصادف أن ذهابي إلى الكويت وعودتي إلى مصر كانا خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لأرض سيناء، حتى أننى عدت إلى القاهرة قبل اندلاع حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 بـ 24 ساعة فقط، ولا أستطيع أن أصف حجم السعادة التي شعرت بها عندما علمت بنبأ حرب أكتوبر وعبور الجيش المصري قناة السويس وقهر المانع الترابي الذي يسمى «خط بارليف» الذي لا يقهر، لكن حلاوة النصر لم تنسِني الحزن الشديد ومرارته على فقدان شقيقي إبراهيم، وعدت مرة أخرى لكي أرتدي فانلة الزمالك «البيضاء ذات الخطين الحمر» التي أعشقها.
نبذة
- انتقل إلى نادي كاظمة الكويتي وعاش ست سنوات في الكويت، حيث مكث في حي السالمية.
- حصل على لقب أفضل لاعب في آسيا عام 1970، ولعب للمنتخبين الوطني والعسكري في الكويت.
- أقرب الأصدقاء إليه في الكويت - كما قال في أكثر من مناسبة - اللاعبون حسين محمد وعادل أحمد ومحمد عبدالنبي والمجيد حارس المرمى في كاظمة، وفيصل الدخيل لاعب القادسية الكويتي.
- يعتبر فترة اللعب في كاظمة الكويتي من أفضل مراحل حياته، ونقطة التحول في بقائه داخل المستطيل الأخضر لممارسة كرة القدم.
بعد عودته من الكويت إلى القاهرة شارك حسن شحاتة فيالعديد من المباريات المحلية والدولية باسم مصر، وأحرز العديد من الأهداف التي تمثلله ذكرى غالية، وحصل على العديد من الجوائز والألقاب، وعلى وسام الرياضة من الرئيسالسادات، وفي هذه الحلقة يواصل «المعلم» الحديث.
الاستقرار في القاهرة
*******************
بعد اندلاع حرب أكتوبر عام 1973 اتخذت قراراً نهائياًبالاستقرار في القاهرة ورفضت جميع العروض الخارجية التي تلقيتها للعودة مجدداً الىخوض تجربة الاحتراف، حتى تمت إقامة مباريات بطولة كأس الأمم الإفريقية في القاهرةعام 1974، وذلك احتفالاً من جانب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «الكاف» بنجاح الشعبالمصري في تحرير أرض سيناء من العدو الإسرائيلي، ورغم فشلنا في الفوز بكأس البطولة،إلا أنني حصلت على كأس أفضل لاعب في البطولة ليكون هذا اللقب الأول في حياتي بقميصمنتخب بلادي، بعدها حصلت في عام 1976 على لقب أفضل لاعب في مصر، كما كرمني الرئيسالراحل محمد أنور السادات بإعطائي وسام الرياضة من الطبقة الأولى عام 1980.
بطولاتي وأهدافي مع الزمالك
***************************
أعطتني التكريمات والجوائز نوعاً منالثقة وشاركت في العديد من البطولات سواء في الدوري العام أو كأس مصر أو البطولاتالإفريقية، وقدمت مع الفانلة البيضاء أجمل مبارياتي طوال العشرة مواسم التي لعبتهافي الدوري المصري، فقد نجحت في إحراز 77 هدفا،ً وهذا الرقم رغم صغره فإنني أعتز بهكثيراً لظروف ابتعادي عن المشاركة مع الزمالك مدة ست سنوات قضيتها ضمن صفوف ناديكاظمة الكويتي، ومن المواقف التي لا أنساها كانت في عام 1976 والذي حصلت فيه علىلقب هداف الدوري، وأحسن لاعب في البطولة بجانب نجاح الزمالك في الفوز بدرع الدوريوكأس مصر، وقد تخصصت في هز شباك أندية الإسكندرية، حيث أحرزت 12 هدفاً في مرمى هذهالأندية، وكنت محظوظاً بشدة عندما ألعب أمام الاتحاد السكندري والمصري البورسعيدي،ولا تمر أي مباراة إلا وأنا أحرز هدفاً أو اثنين وهو الأمر الذي صنع لي شهرة كبيرةبين جماهير محافظتي الإسكندرية وبورسعيد التي تعشق كرة القدم الجميلة وكانتالجماهير تحرص على تشجيعي والهتاف لي، وعندما أقابل أي شخص من الجماهير أجدهميحفظون لي بعض أهدافي، ومازلت أتذكر هدفي في مرمى المصري البورسعيدي في موسم 1981/1980 في ستاد القاهرة عندما قطعت الكرة من على حدود منطقة الجزاء لناديالزمالك، وراوغت كل من قابلني من اللاعبين الذين واجهوني حتى أحرزت هدفاً أشاد بهالجميع وتكرر نفس الهدف في مرمى النادي الأولمبي السكندري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمزيق فانيلا الزمالك
*******************
ومن المباريات التي من الصعب أن أنساها في موسم 1977/1976 بين نادي الزمالك وإسكو في الدور قبل النهائي لبطولة كأس مصر، وكنت أجلس على دكةالبدلاء بجوار الجهاز الفني والنتيجة التعادل السلبي بين الفريقين حتى فوجئتبالجماهير تنادي عليَّ من المدرجات «حسن شحاتة يا معلم... خلي الشبكة تتكلم» وطالبتني بضرورة أن أفك طلاسم دفاع إسكو الصلب وبالفعل بدأت في إجراء عملية الإحماءوالتسخين وجماهير الزمالك تطالب الجهاز الفني بسرعة نزولي حتى كانت الدقائق الخمسالأخيرة من المباراة وبدأ الجميع يعتقد أن الزمالك سوف يودع مسابقة الكأس من الدورقبل النهائي وهجمت على حارس إسكو حسني عوض، وخطفت منه الكرة وأحرزت الهدف الذي صعدبالزمالك إلى الدور النهائي، وقمت بتمزيق الفانيلا التي كنت أرتديها لظروف الحالةالعصبية التي كنت عليها.
أعترف بأنني لم أحقق كل طموحاتي مع الفانيلاالبيضاء، صحيح أنني حصلت على الشهرة وحب الجماهير خلال فترة وجودي في نادي الزمالك،لكني في الوقت نفسه لم أفز بالعديد من البطولات، ففي الفترة من 1974 بعد عودتي منالكويت وحتى اعتزالي لكرة القدم، حصلنا على بطولة واحدة للدوري العام وثلاث بطولاتلكأس مصر، بالإضافة إلى عدم حصولنا على أي لقب إفريقي وذلك بسبب سوء الرعايةوالاهتمام، على عكس ما يحدث الآن فقد كنا نسافر ونلعب في البطولات الإفريقية دون أنيعلم عنا أحد أي شيء، أما الآن فالوضع مختلف تماماً من حيث الاهتمام وتعبئة جميعالعناصر لتحقيق البطولات وإزالة العقبات التي تمنع ذلك سواء تهيئة المناخ العام أوتوفير الإمكانات المادية.
عند عودتي للاستقرار في القاهرة بدأت صداقتي معمحمود الخطيب نائب رئيس النادي الأهلي والملقب بـ«بيبو» وحتى الآن وتلك الصداقةممتدة إلى أبعد الحدود مهما يحاول بعض الدخلاء الوقيعة بيننا، خصوصاً مع نجاحي فيقيادة منتخب مصر الوطني إلى الفوز ببطولتي كأس الأمم الإفريقية مرتين... وكان «بيبو» صاحب أول تهنئة لي من خارج نادي الزمالك بعد فوزي بلقب أحسن لاعب في آسيا معنادي العربي الكويتي ولا أنسى الموقف الإنساني الذي قام به معي عندما كانت جماهيرالنادي الأهلي تهاجمني بشراسة في المدرجات لأسباب شخصية مما زاد من وطأة ازمة كنتامر بها في ذلك الوقت وفي إحدى مباريات القمة أمام النادي الأهلي مد لي يده وطلبمني الدوران في التراك المحيط بالملعب حتى يصالحني على جماهير النادي الأهلي، ومنيومها حتى وقتنا هذا وتوقفت الهتافات العدائية ضدي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
اعتزلت ثلاث مرات
******************
اتخذت قرار اعتزال كرة القدم ثلاث مرات في حياتي المرة الأولىعندما فشل المنتخب الوطني في الوصول إلى نهائيات كأس العالم التي أقيمت عام 1978،ولعبت أمام منتخب تونس وخسرنا خارج أرضنا بأربعة أهداف، وكان المنتخب يضم نجوماًأفذاذاً أمثال فاروق جعفر ومحمود الخطيب وإكرامي وبدأت أعصابي في الانفلات بعد ضياعحلم حياتي في الذهاب إلى نهائيات كأس العالم، حتى جاء قرار اتحاد كرة القدم بإيقافيلمدة عام لظروف الكارت الأحمر الذي حصلت عليه في مباراة فريقي أمام الناديالإسماعيلي ووقتها قررت أن اعتزل اللعب في مصر ورحلت إلى الدوري الإماراتي، وانضممتإلى نادي الشرطة الإماراتي فلم يكن أمامي سوى هذا الحل، وسرعان ما تراجع مسؤولواتحاد الكرة في قرارهم أمام الضغوط التي قام بها المرحوم محمد حسن حلمي «زامورا» ورغبة الجماهير الزملكاوية، وكانت تلك العودة سرية ولم يعرف بها سوى القليلين وفوجئالجميع خصوصاً جماهير نادي الزمالك بوجودي في تشكيل الزمالك أمام نادي الترسانة فيالمباراة التي أقيمت على ملعب نادي المقاولون العرب وفاز الزمالك برباعية نظيفةنجحت في إحراز ثلاثة أهداف منها، وصنعت الهدف الرابع لزميلي محمد سعيد، أما المرةالثانية التي أعلنت فيها اعتزالي بشكل نهائي كانت في عام 1980 وأحسست أن عمري أصبح 34 عاما،ً ومن الصعب أن أقود الزمالك نحو أي انتصارات جديدة وأصبح من الضروري أنأعطي الفرصة إلى مجموعة اللاعبين الصغار السن، وسافرت إلى الإمارات لتدريب فريق 20سنة بنادي الوصل الإماراتي، وأجرى معي حلمي زامورا اتصالاً هاتفياً من الإماراتوقال لي إن إدارة النادي ترغب في إقامة مهرجان تكريم خاص يليق بي، وعندما عدت إلىالقاهرة وجدت أنه ضحك عليَّ وأجبرني على العودة إلى نادي الزمالك، لأشارك في آخرثلاثة مواسم لأقرر الاعتزال عندما أصبح عمري 37 عاماً في موسم 1983/1982.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنجازاته لاعباً
***************
• حصل على الدوري المصري مع الزمالك مرةواحدة موسم 78/77
• حصل على كأس مصر مع الزمالك 3 مرات... مواسم 75/74 - 77/76 - 79/78
• سجل 77 هدفاً في الدوري المصري
• سجل 5 أهداف في كأسمصر
• له 6 أهداف للزمالك في بطولات إفريقيا
• حصل على لقب هدافالدوري المصري مرتين 77/76 - 80/79
• لعب 3 بطولات إفريقية لمنتخب مصر 1974 -1976 - 1980
• له 4 أهداف لمنتخب مصر في بطولة الأمم الإفريقية
• كما حصل على أفضل لاعب كرة قدم في آسيا لسنة 1970 (المصري الوحيد الحاصلعليها).
• أفضل لاعب في بطولة إفريقيا 1974 (أول لاعب مصري يحصل عليها (ثالثأفضل لاعب كرة قدم إفريقي لسنة 1974 من الفرانس فوتبول)
• أفضل لاعب في مصرعام 1976.
• كرمته الدولة في عيد الرياضة بوسام الرياضة من الطبقه الأولىعام 1980
• وحينما جاء قرار الاعتزال عام 1983غنت له الجماهير
بعد اعتزاله اللعب بدأ «المعلم» رحلته في عالم التدريب، وكانت البداية مع ناشئي الزمالك، ثم انتقل الى المريخ البورسعيدي، ثم الوصل الإماراتي، ليعود إلى مصر، لتدريب الاتحاد السكندري بالتحديد، ثم تمتد الرحلة إلى العديد من الأندية المصرية، حتى جاءت لحظة الإنجاز حينما تولى تدريب منتخب الشباب وحقق معه اللقب الإفريقي لتتوالى الأنجازات، ويحقق مع المنتخب الأول لقب كأس إفريقيا 2006، رغم المشاكل التي كان يمر بها الفريق.
أسكت حسن شحاتة جميع الانتقادات التي كانت توجه إليه طوال فترة قيادته للفريق المصري الأول لكرة القدم، بحصوله على بطولة القارة السمراء، كما صد جميع السهام التي سددت إليه وشككت في بقائه وقدرته على الاستمرار، وذلك بالتجديد له... شجاعة شحاتة وجرأته تعود إلى إصراره الدائم على الحلم ومحاولة تحقيقه تحت وطأة أي ظروف، وهو هكذا منذ كان لاعباً، فكم من عقبات ومشاكل واجهته لكن بمرونته في تمرير الأفكار التي اكتسبها من نجاحه في تمريراته بالكرة، وذكائه في صنع الفرص واستغلالها جيداً اعتلى قمة التدريب في مصر وفاق الأجنبي... وفي الحلقة الرابعة يتحدث «المعلم» عن رحلته وتنقله بين الفرق الصغيرة والكبيرة ووصوله إلى تدريب المنتخب الوطني حتى حصل على المراكز والجوائز والتكريمات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
بداية رحلتي مع التدريب
عقب اعتزالي اللعب عام 1983 بدأت رحلتي مع عالم التدريب وكانت البداية مع ناشئي الزمالك، وبعدها انتقلت لتدريب الفريق الأول بالنادي مدرباً مساعداً مع اليوغسلافي ينتنكو فيتش الذي كان يعمل مديراً فنياً لأصحاب الرداء الأبيض حينذاك، ثم قررت أن أتقمص شخصية الرجل الأول فتوليت تدريب نادي المريخ «البورسعيدي» في عام 1989 وكان ذلك فترة محدودة لم تتعد العام الواحد، ثم سافرت إلى الإمارات العربية المتحدة لتولي تدريب نادي الوصل الإماراتي، وكانت تجربة مفيدة لي رغم أنها لم تدم سوى فترة قصيرة، حيث عدت إلى القاهرة لتدريب الاتحاد السكندري في مطلع التسعينيات، لمدة استمرت موسما واحدا، وبخلاف الرحلة السابقة مع التدريب أعتبر أن بدايتي الحقيقية في المجال التدريبي كانت مع الفرق التي صعدت معها من دوري المظاليم إلى دوري الأضواء والشهرة، إذ قمت بتدريب نادي المنيا في موسم 1996 وصعدت معه إلى الدوري الممتاز، ثم انتقلت إلى قيادة نادي الشرقية في موسم 1997 وصعدت معه أيضاً، وتكرر نفس المشهد مع نادي السويس في الموسم التالي، بعدها انتقلت إلى الخطوة الأهم في مشواري التدريبي التي أعطت لي نوعاً من الاهتمام الخاص لدى الجماهير المصرية، حينما توليت مسؤولية المدير الفني لمنتخب الشباب بداية من عام 2001 مع الجيل الذي يضم عماد متعب وعمرو زكي وأحمد فتحي وحسني عبدربه وشريف إكرامي والمرحوم محمد عبدالوهاب، الذين أعتبرهم من أفضل الأجيال التي ظهرت طوال الفترة الماضية، وحصلت معهم على بطولة كأس الأمم الإفريقية للشباب التي أقيمت في بوركينا فاسو في نفس العام، ثم اشتركت بنفس الجيل في بطولة كأس العالم للشباب بالإمارات التي أهلتنا للفوز باللقب الإفريقي، وخرجنا منها من دور الثمانية أمام الأرجنتين، وبعد أن عدنا إلى القاهرة توليت مسؤولية نادي «المقاولون العرب» الذي كان يلعب في دوري المظاليم آنذاك، وأعتبره وش السعد علىّ في الخطوات التالية بمجال التدريب، إذ حققت مع المقاولون مفاجأة في كأس مصر بالفوز باللقب، وإقصاء فرق كبيرة مثل الإسماعيلي، واقتناص اللقب من بين أنياب الأهلي، ومن ثم مواصلة مسيرة النجاح بالتفوق على الزمالك في السوبر المصري، وخطف اللقب منهم عن جدارة واستحقاق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدريب المنتخب
***************
وفي تلك الحقبة كان المنتخب الوطني يمر بأزمة بسبب سوء النتائج وكثرة تغيير الأجهزة الفنية، وكان المتوقع أن يتم إسناد مهمة تدريب الفريق إلى مدير فني أجنبي، مهما كانت قدرته الفنية على تحمل المسؤولية من عدمها، حتى جاءت لي مكالمة تليفونية من الكابتن عصام عبدالمنعم رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم في هذه الفترة وأبدى لي رغبة مجلس إدارة الاتحاد بالتعاقد معي لقيادة سفينة المنتخب خلال الباقي من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2006، والتي كان موقف مصر فيها في غاية الصعوبة واحتمال الصعود شبه معدوم بسبب سوء النتائج المحققة على يد الإيطالي تارديللي الذي كان مسؤولاً عن الفريق في هذه التصفيات، وقبلت مهمة تولي تدريب المنتخب على الفور، رغم أنني كنت على علم أنها قد تكون مؤقتة، نظراً لأن الاتحاد كان يبحث عن مدير فني أجنبي لتولي المسؤولية بعد ذلك، ولكن الحمد لله كان التوفيق يلازمني واستطعت إثبات ذاتي في هذا المنعطف الصعب، على الرغم من أن الكثيرين كانوا رافضين تماماً فكرة أن يكون حسن شحاتة هو المدير الفني للمنتخب، دون أن أعلم لماذا كل هذا الرفض من جانبهم قبل أن يروا ما إذا كنت أصلح أم لا؟!
وحققت مع الفريق نتائج جيدة في التصفيات رغم أننا لم نصعد إلى كأس العالم، وبعدها جاءت الخطوة الأهم لي مع المنتخب وهي بطولة كأس الأمم الإفريقية 2006 التي أقيمت في القاهرة، وكان قد تم تغيير مجلس إدارة الاتحاد المصري، حيث انتهت الفترة المؤقتة التي تولى فيها عصام عبدالمنعم، وأجريت انتخابات فاز بها المجلس الحالي برئاسة سمير زاهر الذي جدد الثقة لي ولجهازي الفني لتولي قيادة المنتخب في أمم 2006 والتي وجدت معها مساندة جماهيرية لا توصف، سواء من رجل الشارع البسيط أو من القيادات السياسية، وعلى رأسها الرئيس مبارك، وكانت المرة الأولى في تاريخ الكرة التي يقوم فيها رئيس مصري بزيارة تدريبات للمنتخب الوطني، ليقوم ببعث الآمال والأحلام في قلوب اللاعبين، ورغم استمرار الانتقاد الدائم من شخوص معينة، فإن توفيق الله كان بجانبي، واستطعنا الفوز باللقب الإفريقي للمرة الخامسة في تاريخنا مع البطولات الإفريقية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أزمة ميدو
**********
كاد الموقف الذي حدث لي مع أحمد حسام «ميدو» يتطور إلى مشكلة أخرى، لاسيما بعد الانتهاء من مباراة السنغال في دور الأربعة لبطولة 2006 والذهاب إلى فندق اللاعبين، فحينما اعترض اللاعب بشكل غير لائق على تبديله بعمرو زكي، لم يكن ابني كريم موجوداً في المدرجات، إذ كان يشاهد اللقاء في التلفزيون، وبعدما رأى ما فعله ميدو معي، وجدته بحماس الشباب المندفع في بعض الأحيان قد أتى إلى الفندق، ومعه مجموعة من أصدقائه ويريد أن يضربه، إلا أنني لحقته قبل أن يتطور الأمر، وطلبت منه أن يرحل في الحال، وأبلغته أن اللاعب أخطأ وتم إيقافه وانتهى الموقف، وشرحت له أن «ميدو» فعل هذا من فرط حبه لمنتخب بلاده، وكان يريد أن يستمر إلى النهاية حتى يساعد زملاءه في التأهل للمباراة النهائية، ورحل كريم على الفور دون أن يعلم أحد بتلك الواقعة، وهذه أول مرة أتحدث عنها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
إفريقيا 2006
**************
وبعد أمم 2006 والانتهاء من الاحتفالات والتكريمات الخاصة بالمنتخب الوطني، لم تعد لدينا أي ارتباطات في تلك الفترة بالاشتراك في بطولات، ولعبنا بضع مباريات ودية استعداداً لخوض التصفيات الإفريقية المؤهلة لأمم غانا، وبدلاً من أن أجد المساندة التامة من الجميع، وجدت الجماعة المضادة مازالت تتربص بي، وتسعى إلى إقالتي بشتى الطرق من تدريب الفريق، دون أن أدري ما الفائدة التي ستعود عليهم من رحيلي، وبسبب هؤلاء المتربصين كاد الصبر ينفد من داخلي حتى هممت أن أضعف وأقدم استقالتي حتى يستريحوا واستريح، لكن إيماني بالله سبحانه وتعالى هو ما جعلني أرجع عن هذا القرار، فضلاً عن المساندة التي يلقاها المنتخب من القيادات السياسية ومن رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر الذي كان له دور كبير في ذلك بالتصدي دائماً للمتربصين، وتجديد الثقة بالجهاز الفني دون أن يفكر أو ينظر إلى الانتقادات غير المنطقية التي لها أغراض يعرفها أصحابها، وانتهينا من التصفيات الإفريقية وصعدنا إلى البطولة، وبدأنا نفكر في الاستعدادات الجادة، وشاركنا في البطولة العربية التي أقيمت في مصر، وحصلنا على لقبها وكان إعدادها بالفعل إعدادا جيدا، ثم بدأت أشغل تفكيري بكيفية لم شمل الفريق، والوقوف على أفضل العناصر التي سأخوض بها البطولة الإفريقية، لكي ندخلها بقوة سعياً لحصد لقبها، ورغم أنه كان لدي شعور بأن المسؤولين في الاتحاد بدأوا ينصاعون إلى القلة التي تردد بأنني لست على قدر المسؤولية، وأن الحصول على لقب أمم 2006 جاء بفضل المساندة الجماهيرية فقط، وأنني قادم على الفشل لا محالة بسبب أن الفريق يقدم مستوى ضعيفاً في المباريات الأخيرة، ولن يستطيع مجاراة المنتخبات الإفريقية، حتى جاء الرد في البطولة من داخل الملعب محققا أفضل المستويات، وحصلنا على اللقب عن جدارة واستحقاق وسحقنا أقوى المنتخبات في البطولة، وهذا الفوز جعل ألسنة المتربصين في صمت تام، وتحولوا إلى مهللين للإنجاز وركوب موجة الهتافات المؤيدة، مرددين كلاماً زائفاً بأنهم كانوا يساندون الجهاز الفني بكل ما لديهم وأن النقد كان الهدف منه مصلحة الفريق، وليس لأغراض شخصية، لكنني أقول لهؤلاء إن رجل الشارع أصبح على معرفة كبيرة بما يحدث داخل أروقة الساحة الرياضية، وأن تراجعهم عن تصريحاتهم ليس في مصلحتهم بل ضدهم، وفي نهاية كلامي أتمنى التوفيق خلال الفترة المقبلة وتحقيق حلمي الشخصي وحلم الجميع بالتأهل إلى كأس العالم المقرر في جنوب إفريقيا 2010.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مشواره مدرباً
**************
درب حسن شحاتة العديد من الأندية في مصر، وفي عمان وفي الإمارات منذ عام 83 وحتى عام 2000... ثم أصبح المدير الفني لمنتخب مصر للشباب من عام 2001 وحتى عام 2003... وأصبح المدير الفني لفريق «المقاولون العرب» بعدها حتى أواخر عام 2004... وأشرف بعدها حسن شحاتة على منتخب مصــر الأول حتى بطولة إفريقيا التي انتهت بفوز مصر بها للمرة الخامسة في تاريخها، ثم تكرار نفس الإنجاز مع المنتخب المصري بالحصول على بطولة الأمم الإفريقية 2008 للمرة الثانية على التوالي والسادسة في تاريخ الفراعنة.
البطولات
• كأس أمم إفريقيا 2008 بغانا
• كأس أمم إفريقيا 2006 بمصر
• كأس مصر مع المقاولون العرب 2004/2003
والسوبر المصري مع المقاولون العرب 2004/2003 (كان وقتها مازال في دوري المظاليم)
• كأس أمم إفريقيا للشباب 2003 ببوركينا فاسو
• تأهيل المنتخب إلى كأس العالم للشباب 2003 بالإمارات وخرج من الدور الثاني أمام الأرجنتين بالهدف الذهبي.
• تأهيل 3 أندية مصرية إلى الدوري الممتاز وهي المنيا والشرقية والسويس
ولولا مسؤولية الإشراف على منتخب مصر... لكانت 4 أندية فقد ترك المعلم فريقه «المقاولون العرب» وهو يخطو بقوة نحو الأمام للدوري الممتاز، وبالفعل تأهل المقاولون للدوري الممتاز بعد إكماله المشوار تحت قيادة مدير فني آخر.
يختتم حسن شحاتة ذكرياته الكروية ورحلته من الرصيف إلى عرش إفريقيا بالحديث عن طقوسه الخاصة ويومياته العادية وأسلوب حياته ولعبه«الطاولة» مع أصدقائه وعلاقته بأولاده وأحفاده.
بعيداً عن كرة القدم، يوميمعروف منذ أن كنت لاعباً في نادي كاظمة الكويتي كنت أستيقظ في الصباح، وأتناولكوباً من القهوة مع قطعة الكيك، ومع التطور قررت استبدال مشروب القهوة بكوب منالنسكافيه وأتوجه إلى المسجد لكي أصلي الظهر جماعة، وعندما أعود إلى منزلي أتناولطعام الغداء ثم أنام لمدة ساعتين تقريبا،ً وأستيقظ مع موعد أذان المغرب، وأصليالمغرب لأن صلاة المغرب «غريبة» ما بين صلاتي العصر والعشاء... وأجلس قليلاً منالوقت مع أبنائي... مع اختلاف الوقت والزمن ما بين فترة التسعينيات والثمانينياتوالألفية الجديدة ألتقي أصحابي وأصدقائي لكي ألعب معهم الطاولة، استغرق فيها بكلجوارحي وأرفض تماماً مبدأ الهزيمة، حتى عندما أصبحت مديراً فنياً لمنتخب مصر الوطنيأصطحب الطاولة الخاصة بي وأدخل في مباريات شرسة مع حمادة صدقي المدرب المساعدوحسنين حمزة المدلك بالمنتخب، وغالباً معدل نومي في المعتاد لا يزيد على 8 ساعاتيوميا،ً وتناقص هذا المعدل بشكل كبير خلال الأيام التي سبقت بطولة كأس الأممالإفريقية الأخيرة، وعندما أكون متوتراً لا يخفف من حدة هذا التوتر سوى الحل السحريالمتمثل في «حفيدي» حسن، فدائماً أكون في قمة سعادتي حينما ألعب معه وأتفاءل كثيراًبه قبل المباريات المهمة التى أخوضها مع المنتخب الوطني، كما انني لا أتذكر إذا كنتعصبياً مع ابناي أو حتى جاداً معهما أثناء فترة طفولتهما، فقد كان كريم مشغولاًبلعب الكرة، بينما كان إسلام راسباً في الدراسة والفارق العمري بين الاثنين أربعسنوات فقط، فكيمو مواليد 1978 وسلمو مواليد 1982، وكنت أغضب منهما بشدة بسببالمذاكرة ولا أستطيع أن تزيد مدة الخصام على خمس دقائق فقط، فهما نور عيناي،وأصالحهما، كما أن هناك عيباً خطيراً يراه البعض ميزة «انني لا أستطيع أن أنام علىسريري في منزلي إذا خاصمت أي شخص»، وأتذكر ذات يوم كريم عندما عاد من الحضانة وكانفي «كي جي وان» ووجدت حقيبته ممتلئة عن آخرها فسألته عن السبب، فأكد لي أنه أخذ كتبكل زملائه في الفصل، وكانت النتيجة أنني أعطيته علقة ساخنة ربما لم ينساها حتىالآن، وزمان كنت ألجأ إلى العنف والضرب والتعنيف لأبنائي، أما الآن فأحاول إعلانغضبي عن طريق الخصام فقط والامتناع عن الكلام، وقد تعلمت فنون الطهي عندما كنتوحيداً في الكويت، وحرصت على أن أطهو لأبنائي الطعام، وأعترف بخطأي عندما دلعت كريموإسلام كثيراً، حتى جاء حسن الحفيد، وأزاح كريم وإسلام عن عرش قلبي وجلس بمفرده،فعيد ميلاده تزامن مع فوزي ببطولة كأس مصر والسوبر المحلي مع نادي المقاولون العربمن فم ناديي الأهلي والزمالك، وقد رأيت حسن قبل مباراة نهائي كأس مصر بين الأهليوالمقاولون العرب، ووجدته يضحك فأيقنت أنه من الممكن الفوز على الأهلي، ومن هنابدأت أتفاءل بحسن الصغير حتى قبل مباريات بطولة كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت فيالقاهرة عام 2006، رأيته باكياً فتأكدت أنني سوف أواجه صعوبة شديدة في مبارياتالبطولة الإفريقية.
أعشق النظام وأكره العشوائية
****************************
في الحقيقة أنارجل أعشق النظام بشدة وأكره العشوائية وهو الأساس الذي أسير به في حياتي وسوف أسردقصة طريفة مفادها أنني أعرف مكان كل شيء في منزلي، وأشعر بأي تغيير قد يطرأ عليهحتى لو تحرك من مكانه، فذات يوم كان كريم وإسلام يلعبان الكرة فوق السرير، وانكسرأحد ألواحه الخشبية بسبب القفزات العنيفة لذلك سارع الاثنان الى استقدام أحدالنجارين إلى البيت لإصلاح السرير قبل أن أعود إلى المنزل، لكن ما حدث ان النجارقام بتحريك السرير من مكانه قليلاً، وعندما عدت إلى المنزل لاحظت العلامة التيتركها تحرك السرير بعض السنتيمترات على الأرض فناديت على كريم وإسلام وتحت الضغطاعترفا بكل التفاصيل، واليوم الأصعب في حياتي والذي لا أستطيع أن أنساه عندما كانكريم يجري في المنزل فتعثر في السجادة ووقع على الأرض وسقط عليه أحد الألواحالزجاجية وتعرض لإصابة خطيرة في يده استلزمت إجراء 31 غرزة ليكون هذا اليوم الأسوأفي حياتي.
أعشق بشدة مشاهدة أفلام الحرب ربما أجد في تلك الأفلام شخصية شقيقي إبراهيم المفقود منذ نكسة 1967، والذي ذهبت إلى سيناء بعد حرب 1973 لكي أبحث عنه، وأحب أفلام الحركة التي تعتمد على «الأكشن» ونجمي المفضل في السينما العالميةستيفين سيجال بجانب الأفلام الكوميدية، وعشقي للزعيم عادل إمام إلا ان علاقتي بهليست قوية.
كنت مرتبطاً بالسيارة التي اش
*****************************************
حلمت بالتصوير مع حمادة إمام... فوجدتني ألعب إلى جواره وأحرز هاتريك
حسن شحاتة هو الاسم الأبرز حاليا لدى جماهير الكرة المصرية والعربية، وهي مكانة احتلها بعد رحلة طويلة في الملاعب منذ أن كان لاعباً ناشئاً في صفوف نادي الزمالك، وعماد فريقه الأول، ومهندس أدائه، وقضائه فترة من أجمل فترات حياته في الكويت، حتى وصوله إلى أعلى مراتب النجومية واعتلائه قمة التدريب في مصر.
يحكي شحاتة عن رحلته مع الكرة وذكرياته وهمومه، واكتسابه العديد من الخبرات خلال مراحل حياتية خصوصا مرحلة عمله بالكويت، وذلك عبر مذكراته التي اختص بها «الجريدة» وتنشرها على حلقات.
أحب حسن شحاتة الكرة فأحبته وأعطته من الشهرة والمجد ما يحلم به كل شخص، بدأ مشواره مع كرة القدم كأي طفل صغير طامح الى أن يكون اسما ذهبيا يوما ما، حياته مليئة بالصراعات من أجل تحقيق حلمه، فطريق الوصول الى الشهرة غير مكلل بالورود، لحظات صعبة مرت عليه وأحاسيس مختلفة شعر بها: طموح... قلق... فرح... حزن، لحظات عاش فيها الانكسار ولحظات عاش الانتصار، انتقادات كثيرة لم يسلم منها كانت كفيلة بأن تحبط من عزيمته، لكن عشقه للكرة وحب الجماهير له جعلاه لا يهتم بما يقال، ويستمر في تحقيق إنجازاته وطموحاته.
حسن شحاتة صاحب أشهر هتاف كروي في الملاعب المصرية «حسن شحاتة يا معلم... خللي الشبكة تتكلم»، وهو ما منحه لقب «المعلم» الذي صاحبه حتى اليوم.
أحسن القيادة وأثبت أن المدرب المحلي لا يقل عن الأجنبي، بل ويتفوق عليه إذا وجد المناخ المناسب لتأدية مهامه وإبراز قدراته، وهو ما حدث مع شحاتة، فليس سهلا أن يصنع مدرب مجدا ونصرا غاليا، وأن يحافظ بعد عامين على هذا المجد والانتصار، إلا إذا كان مدرباً بدرجة امتياز.
يتحدث شحاتة في هذه الحلقة عن نشأته وبدايته الكروية والمصادفة التي قادته الى نادي الزمالك.
لم أكن أتخيل نفسي في يوم من الأيام أن أكون لاعب كرة قدم في ناد كبير بحجم نادي الزمالك، فقد ولدت في أسرة بسيطة للغاية في مدينة كفر الدوار، إحدى مدن محافظة البحيرة، والدي المرحوم علي شحاتة كان يعمل موظفاً في شركة غزل كفر الدوار، ووالدتي «ست بيت» مثل أي أم ريفية تفكيرها ينصب على كيفية إرضاء زوجها، والدي كان يحب «العزوة» مثل أهل القرى في المحافظات المختلفة في بر مصر بأكمله، فاتخذ قراره بأن يمتلك العديد من الأبناء على أن يكون حريصاً على إعطائهم القسط الكافي من التعليم، لمواجهة الزمن الذي نعيش فيه على عكس العديد من الآباء في تلك الحقبة، وكان دائماً يقول لنا جميعاً إن العلم سلاح لكل شخص في مواجهة المجهول، وترتيبي بين أشقائي قبل الأخير من بين تسعة أبناء هم: محمد وعبده وأحمد ومصطفى والسعيد وزينب وإبراهيم وفاتن، ويعتبر شقيقي الأكبر محمد نسخة كربونية من والدي في صرامته وخوفه الشديد علينا، رغم أن المثل الشائع في الريف المصري يقول «إنه دائماً ما يكون هناك غيرة بين الأولاد الذين يولدون فوق رؤوس بعض»، لكن شقيقي إبراهيم هو الأقرب إلى قلبي ومعه شقيقتي فاتن، خصوصاً أن والدي غرس فينا روح الحب والأخوة، مؤكداً لنا أنه عندما قرر أن يكون لديه كثرة في الأبناء كان غرضه ان يخافوا على بعضهم ويكونوا يداً واحدة في مواجهة المستقبل.
بدايتي مع كرة القدم
********************
حكاياتي مع كرة القدم مرت بالعديد من المراحل التي تحمل الحزن والسعادة، لحظات عشت فيها الانكسار ولحظات عشت الانتصار، فقد بدأت مثل كل طفل صغير يحلم بأن يقضي وقت فراغه في حالة من السعادة في الشارع مع زملائه وجيرانه في شوارع مدينة كفر الدوار، ولا استطيع أن أتذكر التفاصيل الكاملة عن طفولتي وكل ما في ذهني أنني كنت ألعب في الشارع مع شقيقي إبراهيم، وأؤكد أنه كان يفوقني في القوة والمهارة في لعبة كرة القدم مئات المرات، وكنت أحاول أن أدخل معه في التحدي أثناء اللعب في الفريق المنافس لفريقه، ودائماً ما كان يتفوق عليّ في كل شيء خصوصاً في إحراز أروع الأهداف، وعندما وصلت إلى سن العاشرة كنت طالباً في المرحلة الابتدائية، واكتشفني عن طريق المصادفة شقيقي الأكبر محمد الذي كان يعمل مدرباً في نادي غزل كفر الدوار، وبدأ في تلقيني الدروس الأولى في ممارسة لعبة كرة القدم التي كانت بمنزلة الدروس الخصوصية من دون سداد أي مقابل مالي، وكان الدرس الأول في أنها لعبة جماعية لابد فيها من التعاون مع زملائي في الملعب بعيداً عن اللعب بأنانية أو فردية حتى نحقق في النهاية النتائج الإيجابية، وفي هذه الأحيان قرر المسؤول عن فريق كرة القدم في المدرسة الابتدائية ضمي الى الفريق المدرسي، وبدأت في الحصول على قسط من الشهرة بالمدارس المجاورة في مدينة كفر الدوار، وحصلت مع مدرستي على بطولة المدينة وصعدنا لكي نصفي مع مدارس المحافظات المختلفة، ووقتها والدي كان معترضاً تماماً على فكرة لعب الكرة، لأنها ستجعلني أهمل دروسي فكان يريدني أن أكون ذا شأن آخر بعيداً عن الساحرة المستديرة، لكنني كنت ألعب الكرة دون أن يعلم، وكانت والدتي، الله يرحمها، تقوم بمساعدتي لأنني كنت الدلوعة بتاع الكل، خصوصا أنني الأخ الأصغر بين أشقائي الرجال، وبعد انتهائي من مرحلة الدراسة الابتدائية ذاع صيتي بشكل كبير حتى علم والدي، وأبلغني بأن أي تقصير سوف يحدث في دراستي بسبب كرة القدم سيواجهه عقاب شديد القسوة، وبدأت شهرتي تزداد مع مشاركتي في بطولة الناشئين بالوجه البحري أثناء فترة دراستي في المرحلة الإعدادية، التي جاءت بناء على توصية من شقيقي الأكبر محمد، فممارسة كرة القدم في بداية مشوارها تكون صعبة للغاية وتحتاج إلى يد تساعد اللاعب الموهوب على الدخول إلى النادي الذي ستظهر فيه موهبته، وشاركت مع منتخب الناشئين في عام 1959، بعدها قرر شقيقي محمد أن أتوجه إلى نادي غزل كفر الدوار الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية آنذاك ولعبت بين صفوفه.
شغف بالتلفزيون لمشاهدة نجوم الزمالك
**************************************
وخلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي كانت الدولة تهتم بأن تكون للمصانع أندية يمارس فيها العاملون جميع أنشطتهم وهواياتهم المختلفة، حتى جاء عام 1960، الذي لن أنساه، فقد دخل التلفزيون إلى مصر في هذا العام، وكان محدوداً للغاية في مدينة كفر الدوار من حيث عدد من يمتلكون هذا الجهاز، وكان عمري وقتها لم يتجاوز الـ13 عاماً، وكنت أذهب عند أحد جيراني «يوجد عندهم جهاز تلفزيون أبيض وأسود»، لكي أشاهد مباريات كرة القدم لقطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك حتى اطلع على المهارات العالية للاعبي الفريقين، وكنت أنتظر بفارغ الصبر موعد المباريات التي تجمع الناديين، وبدأت في تشجيع نادي الزمالك بعدما أعجبت بنجومه الكبار أمثال الكابتن حماده إمام صاحب المهارات الفنية العالية، وقد أعجبت بذكائه الشديد في التعامل مع الكرة داخل الملعب، والطريقة التي يراوغ بها لاعبي خط دفاع الفرق المنافسة، والأماكن التي يقف ويتمركز بها في الملعب، وكنت معجباً أيضا بالكابتن طه بصري صاحب الرؤية الفنية الجيدة والقيادية داخل أرجاء الملعب، بالإضافة إلى إعجابي بالكابتن عمر النور الملقب «بالفهد الأسود» والكابتن يكن حسين، ومن الأمور التي أدت إلى ازدياد تشجيعي وحبي للزمالك صوت المرحوم الكابتن محمد لطيف أثناء تعليقه على مباريات الزمالك، وكنت دائماً في اشتياق لسماع صوته وهو يعلق ويردد مقولاته الشهيرة «وبسبب زملكاويته قررت أن أشجع القلعة البيضاء»، ظللت أحلم باليوم الذي سوف ارتدى فيه الفانلة البيضاء ذات الخطين الحمر، وكنت ألعب مع فريق غزل كفر الدوار ومع منتخب بحري في آن، والتحقت بمدرسة صلاح سالم الثانوية التجارية.
المصادفة البحتة
****************
وذات مرة كنت أشارك بصفة أساسية مع منتخب بحري فشاهدني عن طريق المصادفة البحتة الكابتن محمد حسن حلمي (زامورا) رئيس نادي الزمالك آنذاك في إحدى المباريات الودية، وطلب مني ضرورة الحضور إلى القاهرة للانضمام الى ناشئي الزمالك في صيف عام 1966، وكان عمري لم يصل إلى سن 19 عاماً، وبالفعل ومن دون تفكير ركبت القطار في الفجر من محطة كفر الدوار متجهاً إلى القاهرة، لإجراء الاختبارات في نادي الزمالك، وهذا اليوم بالذات محفور في ذاكرتي ولن أنساه في تاريخي الكروي، وأتذكره كأنه حدث ليلة أمس عندما كنت على أبواب النادي حاملاً في يدي حقيبة ملابس صغيرة لا يتجاوز ثمنها الخمسين قرشاً، ورفض أفراد الأمن دخولي من الباب رغم أنني أقسمت لهم أن الكابتن حلمي زامورا طلب مني الحضور من بلدتي لمقابلته، لكي ألعب مع قطاع الناشئين بالنادي، لكن التعليمات كانت صارمة بمنعهم دخول الغرباء داخل النادي، فشعرت بالإحراج الشديد وقررت الجلوس بجوار الباب أفكر بماذا أفعل، هل سأعود أم انتظر الكابتن حلمي زامورا على الباب حتى يأتي سواء في هذا اليوم أو الغد أو حتى بعد أسبوع، لكن الفرج جاء من باب واسع، حيث وجدت الكابتن حمادة الشرقاوي يقترب مني، وسألني عن سبب جلوسي وحيداً على الأرض بجوار الباب، فحكيت له الموقف المحرج الذي تعرضت له، وعلى الفور وجدته يشدني من يدي ويدخلني إلى غرفة خلع الملابس، ويطلب مني ضرورة ارتداء ملابسي الرياضية لكي أنزل إلى أرض الملعب ليشاهدني القائمون على إدارة شؤون الكرة داخل نادي الزمالك، وبالفعل نجحت في أن أشارك في أول تقسيمة بنفس اليوم وكأن الحظ ابتسم لي أخيراً، وأعجب بي الكابتن حلمي زامورا ومعه عدد كبير من نجوم النادي الكبار، خصوصاً أنها المرة الأولى التي أنزل فيها إلى استاد ميت عقبة، ووجدتني ألعب بجوار الشخص الذي كنت أحلم بأن آراه في يوم من الأيام وأتصور معه فقط، وهو الكابتن حمادة إمام، ونجحت في تلك التقسيمة من تسجيل ثلاثة أهداف من الأهداف الأربعة التي أحرزها فريقي، وقدمت أول أوراق اعتمادي إلى مسؤولي الزمالك بعدما وقف الكابتن حمادة يصفق لي بحرارة شديدة مع الهدف الثالث الذي أحرزته، ومن هذا التوقيت وأنا موجود داخل القلعة البيضاء وبالتحديد منذ وقعت عقد الانضمام الى صفوف الزمالك في عام 1966.
بعد انضمام حسن شحاتة إلى الزمالك وإثبات نفسه على الرغم من صغر سنه جاء قرار إيقاف النشاط الرياضي، إثر نكسة 1967، دافعاً له إلى التحدي في مكان جديد وهو الكويت وتحديداً في نادي كاظمة الذي دافع عن ألوانه ست سنوات، كما مثّل منتخب الكويت العسكري، وتلك كانت إحدى أهم نقاط التحول في حياة معلم الكرة المصرية، الذي حاز على لقب أفضل لاعب في آسيا بعد أن مثّل العربي في نهائيات رابطة دوري أبطال آسيا.
فور انضمام شحاتة إلى نادي الزمالك لعب في صفوف الفريق الأول، ليجد نفسه - وهو الناشئ - يقف وسط جيل الكبار وينجح في إثبات نفسه ومكانته، مما يؤهله للسفر إلى الكويت والتعاقد مع نادي كاظمة، ويستمر فيه ست سنوات لعب خلالها لمنتخب الكويت الوطني، وكانت أسعد أيام حياته, حسب ما يقول, ونقطة تحول في تاريخه.
وفي هذه الحلقة، يتحدث شحاتة عن فترة وجوده في الكويت وخوضه مباريات مهمة في حياته، وحصوله على لقب أفضل لاعب في قارة آسيا.
عام الحزن
***********
يقول شحاتة: انضممت إلى صفوف نادي الزمالك لكي ألعب في صفوف الفريق الأول، ولم يتم تنفيذ الاتفاق السابق مع المرحوم محمد حسن حلمي «زامورا»، بأن انضم إلى قطاع الناشئين، لأقف وسط جيل الكبار، وعاصرت طوال فترة وجودي في القلعة البيضاء ثلاثة أجيال من العمالقة الذين صنعوا تاريخ نادي الزمالك، ما بين جيل الكبار حمادة إمام ونبيل نصير وعمر النور وسمير محمد علي والجوهري الكبير، وجيل الوسط حلمي طولان وفاروق جعفر وعادل المأمور وأحمد رفعت، ثم الجيل الأخير الذي لعب فيه نصر إبراهيم وسعيد الجدي، ولم ألعب مع نجوم الزمالك الكبار إلا لمدة موسم واحد فقط في عام 1966، وانضممت إلى صفوف منتخب مصر الوطني حتى اندلعت حرب يونيو 1967، ليصدر قرار نهائي بإيقاف نشاط كرة القدم.
ويعتبر عام 1967 عام الحزن في حياتي، حيث إن شقيقي إبراهيم الذي يكبرني بعام واحد، كان مجنداً ضمن قوات الجيش المصري في سيناء، واختفى فجأة من الوجود تماماً، ولم يستطع رجال القوات المسلحة أن يعرفوا هل مازال حياً أو ميتاً أو أسيرا عند العدو الإسرائيلي، رغم أن زملاءه في سيناء أثناء الحرب جاؤوا إلى منزلنا في كفر الدوار وأخبرونا أنهم شاهدوه في المعركة في سيناء، ولعل عدم عودته يدل على أنه مفقود مع جميع المفقودين غير المعروف مكانهم حتى وقتنا هذا، وشقيقي إبراهيم كان يلعب ضمن صفوف النادي الأهلي في قطاع الناشئين، ولم يتم تصعيده إلى صفوف الفريق الأول لظروف تأديته الخدمة العسكرية، حتى اندلعت الحرب، وكان يفوقني في المهارة الفنية والبدنية، وكنت بالنسبة إليه مجرد «عيّل صغير» في كرة القدم، ولو كان قدر له الله - سبحانه وتعالى - الحياة والاستمرار في مجال الكرة، لأصبح ذا شأن كبير في كرة القدم المصرية، وأذكر عندما كنا ندخل في تحد في المهارة، خصوصاً في الترقيص وتنطيط الكرة، كان يكسب الرهان.
الانتقال إلى نادي كاظمة الكويتي
******************************
مع قرار إيقاف نشاط الكرة في مصر لظروف النكسة، والحزن يخيم على الجميع، حيث كنت أشعر بمرارة شديدة، وكدت أغرق في طوفان اليأس، لكن روح التحدي في داخلي جعلتني آمل خيراً في المستقبل، الذي سرعان ما دق نوره أبوابي، متمثلا بحضور وفد كويتي من أعضاء مجلس إدارة نادي كاظمة مكون من فيصل السعدون وعبد الله الشيخ، وفوجئت بهما يتحدثان عني ويطلبان من محمد حسن زامورا التعاقد معي على سبيل الإعارة، بناء على رغبة رئيس النادي في تلك الفترة يوسف عبد الله شاهين القائم، الذي كان له دور كبير في إتمام التعاقد مع مسؤولي الزمالك، وحينها شعرت أن أبواب الأمل قد فتحت أمامي من جديد، وتملّكني شعور بأنني على أعتاب مرحلة جديدة تحمل لي خيراً، وأتذكر في هذا التوقيت الموقف العظيم الذي قام به المرحوم محمد حسن حلمي «زمورا» معي، عندما جاءني العرض الكويتي، فقد سمح لي بالسفر إلى نادي كاظمة، حتى أتمكن من تأمين مستقبلي بالشكل اللائق من الناحية المادية، إلى جانب ضرورة الحفاظ على مستواي الفني والبدني في حال استمرار إيقاف نشاط الكرة إلى أجل غير مسمى، وقد نصحني - حينئذ - بعدم التهاون مع الكرة، وقال «إن أقدمت على خيانة مبادئك الكروية فستهجرك الموهبة إلى الأبد»، وقد وضعت هذه المقولة القيّمة في تفكيري دائماً، فواظبت على التمارين والاجتهاد في الملعب والإخلاص للكرة، حتى شهد الجميع بجدارتي، وحصلت على الثقة التامة من جانب المسؤولين في نادي كاظمة، خاصة عبد الله الشيخ والسعدون ورئيس النادي، الذين ذلّلوا أمامي كل المشاكل والعقبات، وأحاطوني برعاية تامة، فمنذ وصولي إلى الكويت أقمت في حي السالمية، ذلك الحي الهادئ الذي ارتبطت فيه بصداقات جميلة سواء مع جيراني أو أصدقائي من اللاعبين.
وكنت أعيش في إحدى البنايات وسط حي السالمية، أدير شؤون حياتي وحدي، فقد كنت أقوم بأعمال الطبخ والغسيل وكي الملابس وكل الأعمال المنزلية بيدي، حتى أصبحت طباخاً ماهراً، وكنت أقوم «بعزومة» أصدقائي اللاعبين من كاظمة كثيراً، الذين أعجبوا بطعامي، وذات مرة حدث أن زارني اللاعب حسين محمد، وكنت في ذاك اليوم على عجلة من أمري ولم أعدّ بعد طعام الغداء، وفوجئت به يطلب تناول الغداء معي، ولم أستطع رفض طلبه وقمت بإعداد طبقي «مكرونة» بسرعة فجاءت «معجنة»، فقال لي حسين محمد «كنت بتخدعنا طوال الفترة الماضية وتجلب أحداً يقوم بالطبخ بدلاً منك في غيابنا»، ولم يقتنع أنني أقوم بذلك، حتى قمت بإعداد الغداء له في يوم آخر أمامه.
نجاحي رسّخ علاقتي بكاظمة
**************************
العلاقة مع لاعبي نادي كاظمة ترسخت أكثر داخل الملعب، فقد نجحت في أن يكون لي دور إيجابي مع زملائي في الفريق، وفي تلك الفترة ذاع صيتي في الكويت، لاسيما بعدما تحقق الإنجاز الكبير مع نادي كاظمة العريق، الذي أعتبره بمنزلة نقطة التحول في تاريخي، حيث إن الإنجاز جاء بالصعود من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية ثم إلى دوري الدرجة الأولى في ثلاثة مواسم متتالية، مما يعد إنجازاً بجميع المقاييس، وبدأت الأسئلة تثار عن ذلك اللاعب المصري الذي يقود فريق كاظمة نحو تحقيق الانتصارات، مما أدى إلى سعي المسؤولين فى نادي العربي الكويتي إلى الاستعانة بي، خاصة أنه وقتها كان مقبلاً على الأدوار النهائية في نهائيات رابطة دوري أبطال آسيا، وبالفعل تم الاتفاق مع مسؤولي كاظمة على أن اشترك مع العربي خلال هذه البطولة، وحصلت خلالها على لقب أفضل لاعب، وكان هذا اللقب الأول في حياتي، وكنت وقتها صغير السن لم أتجاوز الـ 23 عاماً، وخبرتي في الحياة والتعامل ضعيفة للغاية، وبسبب تألقي وأهدافي أصبحت بين يوم وليلة حديث الجميع في الكويت. وإبان ذلك حدث أن منتخب الكويت العسكري كان يستعد لخوض مباريات نهائيات كأس العالم العسكرية، وتحدث معي المسؤولون في نادي كاظمة عن إمكان مشاركتي، فأبديت ترحيباً، وقالوا إنهم سيحققون المسألة، وعادوا بعد ذلك وعرضوا عليَّ التجنيد في القوات المسلحة الكويتية، حتى يتسنى لي المشاركة مع المنتخب، فوافقت على الفور وقلت لهم إنني أشعر أنني هنا في خدمة بلادي، وبالفعل تم تجنيدي.
وقبلت أن يتم تجنيدي في القوات المسلحة بالكويت، حتى أستطيع المشاركة مع منتخب الكويت العسكري في مباريات نهائيات كأس العالم العسكرية التي أقيمت في بانكوك عاصمة تايلاند، ولم أشعر بالحزن أبداً لأنني أرتدي «فانلة» منتخب الكويت، بل بالعكس كنت سعيداً جداً بأنني ألعب باسم دولة عربية شقيقة أعتبرها كما قلت بلدي الثاني.
اختياري للمنتخب المصري
************************
بعد انتهاء بطولة بانكوك، تلقيت دعوة من القاهرة للمشاركة مع المنتخب الوطني المصري أمام منتخب ليبيا، في أول مباراة دولية لي مع منتخب بلادي، وطلبت من المسؤولين في كاظمة السماح لي باللعب في القاهرة، فلم يتأخروا ووافقوا على الفور، وبالفعل حضرت خصيصاً من الكويت إلى القاهرة، ولعبت المباراة كاملة، ونجحت في أن أصنع الهدف الوحيد في المباراة الذي أحرزه نجم نادي المحلة هاني خليل، وكان ذلك في عام 1969، وعدت بعد ذلك إلى الكويت وكان قد تقرر ضمي إلى صفوف منتخب الكويت الوطني في عام 1969، وبصراحة شديدة لعبت لمدة ست سنوات في الدوري الكويتي لم أشعر فيها بالغربة، وأحسست أنني أجلس بين أفراد أسرتي، ومرت السنوات الست في لمح البصر، وقد تخلل هذه الفترة قرار باستئناف نشاط الكرة في مصر عام 1971، فقررت العودة، وبالفعل عدت لمدة شهر واحد بسبب أحداث مباراة الأهلي والزمالك، وحال الشغب الجماهيري التي تسبب فيها مروان كنفاني حارس مرمى النادي الأهلي، وتلك الواقعة أتذكرها تماماً، حيث إن حكم المباراة احتسب ضربة جزاء صحيحة لمصلحة نادي الزمالك بعدما تعمد مروان كنفاني - وهو فلسطيني الجنسية - التعدي بالضرب على «خليل» مهاجم الزمالك من وراء ظهر الحكم الذي رآه وقرر إنذاره، وتصدى فاروق جعفر لضربة الجزاء وأحرز منها هدف المباراة الوحيد، الذي بسببه اعترض مروان على عدم صحة ضربة الجزاء، وقام بقذف الكرة إلى المدرجات لتكون شرارة الشغب الجماهيري الأولى، وبعدها مباشرة عدت إلى الكويت مرة أخرى لأشارك في مباريات الدوري الكويتي، واستمرت الحال، حتى قررت أن أعود مرة أخرى إلى القاهرة وتصادف أن ذهابي إلى الكويت وعودتي إلى مصر كانا خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لأرض سيناء، حتى أننى عدت إلى القاهرة قبل اندلاع حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 بـ 24 ساعة فقط، ولا أستطيع أن أصف حجم السعادة التي شعرت بها عندما علمت بنبأ حرب أكتوبر وعبور الجيش المصري قناة السويس وقهر المانع الترابي الذي يسمى «خط بارليف» الذي لا يقهر، لكن حلاوة النصر لم تنسِني الحزن الشديد ومرارته على فقدان شقيقي إبراهيم، وعدت مرة أخرى لكي أرتدي فانلة الزمالك «البيضاء ذات الخطين الحمر» التي أعشقها.
نبذة
- انتقل إلى نادي كاظمة الكويتي وعاش ست سنوات في الكويت، حيث مكث في حي السالمية.
- حصل على لقب أفضل لاعب في آسيا عام 1970، ولعب للمنتخبين الوطني والعسكري في الكويت.
- أقرب الأصدقاء إليه في الكويت - كما قال في أكثر من مناسبة - اللاعبون حسين محمد وعادل أحمد ومحمد عبدالنبي والمجيد حارس المرمى في كاظمة، وفيصل الدخيل لاعب القادسية الكويتي.
- يعتبر فترة اللعب في كاظمة الكويتي من أفضل مراحل حياته، ونقطة التحول في بقائه داخل المستطيل الأخضر لممارسة كرة القدم.
بعد عودته من الكويت إلى القاهرة شارك حسن شحاتة فيالعديد من المباريات المحلية والدولية باسم مصر، وأحرز العديد من الأهداف التي تمثلله ذكرى غالية، وحصل على العديد من الجوائز والألقاب، وعلى وسام الرياضة من الرئيسالسادات، وفي هذه الحلقة يواصل «المعلم» الحديث.
الاستقرار في القاهرة
*******************
بعد اندلاع حرب أكتوبر عام 1973 اتخذت قراراً نهائياًبالاستقرار في القاهرة ورفضت جميع العروض الخارجية التي تلقيتها للعودة مجدداً الىخوض تجربة الاحتراف، حتى تمت إقامة مباريات بطولة كأس الأمم الإفريقية في القاهرةعام 1974، وذلك احتفالاً من جانب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «الكاف» بنجاح الشعبالمصري في تحرير أرض سيناء من العدو الإسرائيلي، ورغم فشلنا في الفوز بكأس البطولة،إلا أنني حصلت على كأس أفضل لاعب في البطولة ليكون هذا اللقب الأول في حياتي بقميصمنتخب بلادي، بعدها حصلت في عام 1976 على لقب أفضل لاعب في مصر، كما كرمني الرئيسالراحل محمد أنور السادات بإعطائي وسام الرياضة من الطبقة الأولى عام 1980.
بطولاتي وأهدافي مع الزمالك
***************************
أعطتني التكريمات والجوائز نوعاً منالثقة وشاركت في العديد من البطولات سواء في الدوري العام أو كأس مصر أو البطولاتالإفريقية، وقدمت مع الفانلة البيضاء أجمل مبارياتي طوال العشرة مواسم التي لعبتهافي الدوري المصري، فقد نجحت في إحراز 77 هدفا،ً وهذا الرقم رغم صغره فإنني أعتز بهكثيراً لظروف ابتعادي عن المشاركة مع الزمالك مدة ست سنوات قضيتها ضمن صفوف ناديكاظمة الكويتي، ومن المواقف التي لا أنساها كانت في عام 1976 والذي حصلت فيه علىلقب هداف الدوري، وأحسن لاعب في البطولة بجانب نجاح الزمالك في الفوز بدرع الدوريوكأس مصر، وقد تخصصت في هز شباك أندية الإسكندرية، حيث أحرزت 12 هدفاً في مرمى هذهالأندية، وكنت محظوظاً بشدة عندما ألعب أمام الاتحاد السكندري والمصري البورسعيدي،ولا تمر أي مباراة إلا وأنا أحرز هدفاً أو اثنين وهو الأمر الذي صنع لي شهرة كبيرةبين جماهير محافظتي الإسكندرية وبورسعيد التي تعشق كرة القدم الجميلة وكانتالجماهير تحرص على تشجيعي والهتاف لي، وعندما أقابل أي شخص من الجماهير أجدهميحفظون لي بعض أهدافي، ومازلت أتذكر هدفي في مرمى المصري البورسعيدي في موسم 1981/1980 في ستاد القاهرة عندما قطعت الكرة من على حدود منطقة الجزاء لناديالزمالك، وراوغت كل من قابلني من اللاعبين الذين واجهوني حتى أحرزت هدفاً أشاد بهالجميع وتكرر نفس الهدف في مرمى النادي الأولمبي السكندري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمزيق فانيلا الزمالك
*******************
ومن المباريات التي من الصعب أن أنساها في موسم 1977/1976 بين نادي الزمالك وإسكو في الدور قبل النهائي لبطولة كأس مصر، وكنت أجلس على دكةالبدلاء بجوار الجهاز الفني والنتيجة التعادل السلبي بين الفريقين حتى فوجئتبالجماهير تنادي عليَّ من المدرجات «حسن شحاتة يا معلم... خلي الشبكة تتكلم» وطالبتني بضرورة أن أفك طلاسم دفاع إسكو الصلب وبالفعل بدأت في إجراء عملية الإحماءوالتسخين وجماهير الزمالك تطالب الجهاز الفني بسرعة نزولي حتى كانت الدقائق الخمسالأخيرة من المباراة وبدأ الجميع يعتقد أن الزمالك سوف يودع مسابقة الكأس من الدورقبل النهائي وهجمت على حارس إسكو حسني عوض، وخطفت منه الكرة وأحرزت الهدف الذي صعدبالزمالك إلى الدور النهائي، وقمت بتمزيق الفانيلا التي كنت أرتديها لظروف الحالةالعصبية التي كنت عليها.
أعترف بأنني لم أحقق كل طموحاتي مع الفانيلاالبيضاء، صحيح أنني حصلت على الشهرة وحب الجماهير خلال فترة وجودي في نادي الزمالك،لكني في الوقت نفسه لم أفز بالعديد من البطولات، ففي الفترة من 1974 بعد عودتي منالكويت وحتى اعتزالي لكرة القدم، حصلنا على بطولة واحدة للدوري العام وثلاث بطولاتلكأس مصر، بالإضافة إلى عدم حصولنا على أي لقب إفريقي وذلك بسبب سوء الرعايةوالاهتمام، على عكس ما يحدث الآن فقد كنا نسافر ونلعب في البطولات الإفريقية دون أنيعلم عنا أحد أي شيء، أما الآن فالوضع مختلف تماماً من حيث الاهتمام وتعبئة جميعالعناصر لتحقيق البطولات وإزالة العقبات التي تمنع ذلك سواء تهيئة المناخ العام أوتوفير الإمكانات المادية.
عند عودتي للاستقرار في القاهرة بدأت صداقتي معمحمود الخطيب نائب رئيس النادي الأهلي والملقب بـ«بيبو» وحتى الآن وتلك الصداقةممتدة إلى أبعد الحدود مهما يحاول بعض الدخلاء الوقيعة بيننا، خصوصاً مع نجاحي فيقيادة منتخب مصر الوطني إلى الفوز ببطولتي كأس الأمم الإفريقية مرتين... وكان «بيبو» صاحب أول تهنئة لي من خارج نادي الزمالك بعد فوزي بلقب أحسن لاعب في آسيا معنادي العربي الكويتي ولا أنسى الموقف الإنساني الذي قام به معي عندما كانت جماهيرالنادي الأهلي تهاجمني بشراسة في المدرجات لأسباب شخصية مما زاد من وطأة ازمة كنتامر بها في ذلك الوقت وفي إحدى مباريات القمة أمام النادي الأهلي مد لي يده وطلبمني الدوران في التراك المحيط بالملعب حتى يصالحني على جماهير النادي الأهلي، ومنيومها حتى وقتنا هذا وتوقفت الهتافات العدائية ضدي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
اعتزلت ثلاث مرات
******************
اتخذت قرار اعتزال كرة القدم ثلاث مرات في حياتي المرة الأولىعندما فشل المنتخب الوطني في الوصول إلى نهائيات كأس العالم التي أقيمت عام 1978،ولعبت أمام منتخب تونس وخسرنا خارج أرضنا بأربعة أهداف، وكان المنتخب يضم نجوماًأفذاذاً أمثال فاروق جعفر ومحمود الخطيب وإكرامي وبدأت أعصابي في الانفلات بعد ضياعحلم حياتي في الذهاب إلى نهائيات كأس العالم، حتى جاء قرار اتحاد كرة القدم بإيقافيلمدة عام لظروف الكارت الأحمر الذي حصلت عليه في مباراة فريقي أمام الناديالإسماعيلي ووقتها قررت أن اعتزل اللعب في مصر ورحلت إلى الدوري الإماراتي، وانضممتإلى نادي الشرطة الإماراتي فلم يكن أمامي سوى هذا الحل، وسرعان ما تراجع مسؤولواتحاد الكرة في قرارهم أمام الضغوط التي قام بها المرحوم محمد حسن حلمي «زامورا» ورغبة الجماهير الزملكاوية، وكانت تلك العودة سرية ولم يعرف بها سوى القليلين وفوجئالجميع خصوصاً جماهير نادي الزمالك بوجودي في تشكيل الزمالك أمام نادي الترسانة فيالمباراة التي أقيمت على ملعب نادي المقاولون العرب وفاز الزمالك برباعية نظيفةنجحت في إحراز ثلاثة أهداف منها، وصنعت الهدف الرابع لزميلي محمد سعيد، أما المرةالثانية التي أعلنت فيها اعتزالي بشكل نهائي كانت في عام 1980 وأحسست أن عمري أصبح 34 عاما،ً ومن الصعب أن أقود الزمالك نحو أي انتصارات جديدة وأصبح من الضروري أنأعطي الفرصة إلى مجموعة اللاعبين الصغار السن، وسافرت إلى الإمارات لتدريب فريق 20سنة بنادي الوصل الإماراتي، وأجرى معي حلمي زامورا اتصالاً هاتفياً من الإماراتوقال لي إن إدارة النادي ترغب في إقامة مهرجان تكريم خاص يليق بي، وعندما عدت إلىالقاهرة وجدت أنه ضحك عليَّ وأجبرني على العودة إلى نادي الزمالك، لأشارك في آخرثلاثة مواسم لأقرر الاعتزال عندما أصبح عمري 37 عاماً في موسم 1983/1982.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنجازاته لاعباً
***************
• حصل على الدوري المصري مع الزمالك مرةواحدة موسم 78/77
• حصل على كأس مصر مع الزمالك 3 مرات... مواسم 75/74 - 77/76 - 79/78
• سجل 77 هدفاً في الدوري المصري
• سجل 5 أهداف في كأسمصر
• له 6 أهداف للزمالك في بطولات إفريقيا
• حصل على لقب هدافالدوري المصري مرتين 77/76 - 80/79
• لعب 3 بطولات إفريقية لمنتخب مصر 1974 -1976 - 1980
• له 4 أهداف لمنتخب مصر في بطولة الأمم الإفريقية
• كما حصل على أفضل لاعب كرة قدم في آسيا لسنة 1970 (المصري الوحيد الحاصلعليها).
• أفضل لاعب في بطولة إفريقيا 1974 (أول لاعب مصري يحصل عليها (ثالثأفضل لاعب كرة قدم إفريقي لسنة 1974 من الفرانس فوتبول)
• أفضل لاعب في مصرعام 1976.
• كرمته الدولة في عيد الرياضة بوسام الرياضة من الطبقه الأولىعام 1980
• وحينما جاء قرار الاعتزال عام 1983غنت له الجماهير
بعد اعتزاله اللعب بدأ «المعلم» رحلته في عالم التدريب، وكانت البداية مع ناشئي الزمالك، ثم انتقل الى المريخ البورسعيدي، ثم الوصل الإماراتي، ليعود إلى مصر، لتدريب الاتحاد السكندري بالتحديد، ثم تمتد الرحلة إلى العديد من الأندية المصرية، حتى جاءت لحظة الإنجاز حينما تولى تدريب منتخب الشباب وحقق معه اللقب الإفريقي لتتوالى الأنجازات، ويحقق مع المنتخب الأول لقب كأس إفريقيا 2006، رغم المشاكل التي كان يمر بها الفريق.
أسكت حسن شحاتة جميع الانتقادات التي كانت توجه إليه طوال فترة قيادته للفريق المصري الأول لكرة القدم، بحصوله على بطولة القارة السمراء، كما صد جميع السهام التي سددت إليه وشككت في بقائه وقدرته على الاستمرار، وذلك بالتجديد له... شجاعة شحاتة وجرأته تعود إلى إصراره الدائم على الحلم ومحاولة تحقيقه تحت وطأة أي ظروف، وهو هكذا منذ كان لاعباً، فكم من عقبات ومشاكل واجهته لكن بمرونته في تمرير الأفكار التي اكتسبها من نجاحه في تمريراته بالكرة، وذكائه في صنع الفرص واستغلالها جيداً اعتلى قمة التدريب في مصر وفاق الأجنبي... وفي الحلقة الرابعة يتحدث «المعلم» عن رحلته وتنقله بين الفرق الصغيرة والكبيرة ووصوله إلى تدريب المنتخب الوطني حتى حصل على المراكز والجوائز والتكريمات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
بداية رحلتي مع التدريب
عقب اعتزالي اللعب عام 1983 بدأت رحلتي مع عالم التدريب وكانت البداية مع ناشئي الزمالك، وبعدها انتقلت لتدريب الفريق الأول بالنادي مدرباً مساعداً مع اليوغسلافي ينتنكو فيتش الذي كان يعمل مديراً فنياً لأصحاب الرداء الأبيض حينذاك، ثم قررت أن أتقمص شخصية الرجل الأول فتوليت تدريب نادي المريخ «البورسعيدي» في عام 1989 وكان ذلك فترة محدودة لم تتعد العام الواحد، ثم سافرت إلى الإمارات العربية المتحدة لتولي تدريب نادي الوصل الإماراتي، وكانت تجربة مفيدة لي رغم أنها لم تدم سوى فترة قصيرة، حيث عدت إلى القاهرة لتدريب الاتحاد السكندري في مطلع التسعينيات، لمدة استمرت موسما واحدا، وبخلاف الرحلة السابقة مع التدريب أعتبر أن بدايتي الحقيقية في المجال التدريبي كانت مع الفرق التي صعدت معها من دوري المظاليم إلى دوري الأضواء والشهرة، إذ قمت بتدريب نادي المنيا في موسم 1996 وصعدت معه إلى الدوري الممتاز، ثم انتقلت إلى قيادة نادي الشرقية في موسم 1997 وصعدت معه أيضاً، وتكرر نفس المشهد مع نادي السويس في الموسم التالي، بعدها انتقلت إلى الخطوة الأهم في مشواري التدريبي التي أعطت لي نوعاً من الاهتمام الخاص لدى الجماهير المصرية، حينما توليت مسؤولية المدير الفني لمنتخب الشباب بداية من عام 2001 مع الجيل الذي يضم عماد متعب وعمرو زكي وأحمد فتحي وحسني عبدربه وشريف إكرامي والمرحوم محمد عبدالوهاب، الذين أعتبرهم من أفضل الأجيال التي ظهرت طوال الفترة الماضية، وحصلت معهم على بطولة كأس الأمم الإفريقية للشباب التي أقيمت في بوركينا فاسو في نفس العام، ثم اشتركت بنفس الجيل في بطولة كأس العالم للشباب بالإمارات التي أهلتنا للفوز باللقب الإفريقي، وخرجنا منها من دور الثمانية أمام الأرجنتين، وبعد أن عدنا إلى القاهرة توليت مسؤولية نادي «المقاولون العرب» الذي كان يلعب في دوري المظاليم آنذاك، وأعتبره وش السعد علىّ في الخطوات التالية بمجال التدريب، إذ حققت مع المقاولون مفاجأة في كأس مصر بالفوز باللقب، وإقصاء فرق كبيرة مثل الإسماعيلي، واقتناص اللقب من بين أنياب الأهلي، ومن ثم مواصلة مسيرة النجاح بالتفوق على الزمالك في السوبر المصري، وخطف اللقب منهم عن جدارة واستحقاق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدريب المنتخب
***************
وفي تلك الحقبة كان المنتخب الوطني يمر بأزمة بسبب سوء النتائج وكثرة تغيير الأجهزة الفنية، وكان المتوقع أن يتم إسناد مهمة تدريب الفريق إلى مدير فني أجنبي، مهما كانت قدرته الفنية على تحمل المسؤولية من عدمها، حتى جاءت لي مكالمة تليفونية من الكابتن عصام عبدالمنعم رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم في هذه الفترة وأبدى لي رغبة مجلس إدارة الاتحاد بالتعاقد معي لقيادة سفينة المنتخب خلال الباقي من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2006، والتي كان موقف مصر فيها في غاية الصعوبة واحتمال الصعود شبه معدوم بسبب سوء النتائج المحققة على يد الإيطالي تارديللي الذي كان مسؤولاً عن الفريق في هذه التصفيات، وقبلت مهمة تولي تدريب المنتخب على الفور، رغم أنني كنت على علم أنها قد تكون مؤقتة، نظراً لأن الاتحاد كان يبحث عن مدير فني أجنبي لتولي المسؤولية بعد ذلك، ولكن الحمد لله كان التوفيق يلازمني واستطعت إثبات ذاتي في هذا المنعطف الصعب، على الرغم من أن الكثيرين كانوا رافضين تماماً فكرة أن يكون حسن شحاتة هو المدير الفني للمنتخب، دون أن أعلم لماذا كل هذا الرفض من جانبهم قبل أن يروا ما إذا كنت أصلح أم لا؟!
وحققت مع الفريق نتائج جيدة في التصفيات رغم أننا لم نصعد إلى كأس العالم، وبعدها جاءت الخطوة الأهم لي مع المنتخب وهي بطولة كأس الأمم الإفريقية 2006 التي أقيمت في القاهرة، وكان قد تم تغيير مجلس إدارة الاتحاد المصري، حيث انتهت الفترة المؤقتة التي تولى فيها عصام عبدالمنعم، وأجريت انتخابات فاز بها المجلس الحالي برئاسة سمير زاهر الذي جدد الثقة لي ولجهازي الفني لتولي قيادة المنتخب في أمم 2006 والتي وجدت معها مساندة جماهيرية لا توصف، سواء من رجل الشارع البسيط أو من القيادات السياسية، وعلى رأسها الرئيس مبارك، وكانت المرة الأولى في تاريخ الكرة التي يقوم فيها رئيس مصري بزيارة تدريبات للمنتخب الوطني، ليقوم ببعث الآمال والأحلام في قلوب اللاعبين، ورغم استمرار الانتقاد الدائم من شخوص معينة، فإن توفيق الله كان بجانبي، واستطعنا الفوز باللقب الإفريقي للمرة الخامسة في تاريخنا مع البطولات الإفريقية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أزمة ميدو
**********
كاد الموقف الذي حدث لي مع أحمد حسام «ميدو» يتطور إلى مشكلة أخرى، لاسيما بعد الانتهاء من مباراة السنغال في دور الأربعة لبطولة 2006 والذهاب إلى فندق اللاعبين، فحينما اعترض اللاعب بشكل غير لائق على تبديله بعمرو زكي، لم يكن ابني كريم موجوداً في المدرجات، إذ كان يشاهد اللقاء في التلفزيون، وبعدما رأى ما فعله ميدو معي، وجدته بحماس الشباب المندفع في بعض الأحيان قد أتى إلى الفندق، ومعه مجموعة من أصدقائه ويريد أن يضربه، إلا أنني لحقته قبل أن يتطور الأمر، وطلبت منه أن يرحل في الحال، وأبلغته أن اللاعب أخطأ وتم إيقافه وانتهى الموقف، وشرحت له أن «ميدو» فعل هذا من فرط حبه لمنتخب بلاده، وكان يريد أن يستمر إلى النهاية حتى يساعد زملاءه في التأهل للمباراة النهائية، ورحل كريم على الفور دون أن يعلم أحد بتلك الواقعة، وهذه أول مرة أتحدث عنها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
إفريقيا 2006
**************
وبعد أمم 2006 والانتهاء من الاحتفالات والتكريمات الخاصة بالمنتخب الوطني، لم تعد لدينا أي ارتباطات في تلك الفترة بالاشتراك في بطولات، ولعبنا بضع مباريات ودية استعداداً لخوض التصفيات الإفريقية المؤهلة لأمم غانا، وبدلاً من أن أجد المساندة التامة من الجميع، وجدت الجماعة المضادة مازالت تتربص بي، وتسعى إلى إقالتي بشتى الطرق من تدريب الفريق، دون أن أدري ما الفائدة التي ستعود عليهم من رحيلي، وبسبب هؤلاء المتربصين كاد الصبر ينفد من داخلي حتى هممت أن أضعف وأقدم استقالتي حتى يستريحوا واستريح، لكن إيماني بالله سبحانه وتعالى هو ما جعلني أرجع عن هذا القرار، فضلاً عن المساندة التي يلقاها المنتخب من القيادات السياسية ومن رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر الذي كان له دور كبير في ذلك بالتصدي دائماً للمتربصين، وتجديد الثقة بالجهاز الفني دون أن يفكر أو ينظر إلى الانتقادات غير المنطقية التي لها أغراض يعرفها أصحابها، وانتهينا من التصفيات الإفريقية وصعدنا إلى البطولة، وبدأنا نفكر في الاستعدادات الجادة، وشاركنا في البطولة العربية التي أقيمت في مصر، وحصلنا على لقبها وكان إعدادها بالفعل إعدادا جيدا، ثم بدأت أشغل تفكيري بكيفية لم شمل الفريق، والوقوف على أفضل العناصر التي سأخوض بها البطولة الإفريقية، لكي ندخلها بقوة سعياً لحصد لقبها، ورغم أنه كان لدي شعور بأن المسؤولين في الاتحاد بدأوا ينصاعون إلى القلة التي تردد بأنني لست على قدر المسؤولية، وأن الحصول على لقب أمم 2006 جاء بفضل المساندة الجماهيرية فقط، وأنني قادم على الفشل لا محالة بسبب أن الفريق يقدم مستوى ضعيفاً في المباريات الأخيرة، ولن يستطيع مجاراة المنتخبات الإفريقية، حتى جاء الرد في البطولة من داخل الملعب محققا أفضل المستويات، وحصلنا على اللقب عن جدارة واستحقاق وسحقنا أقوى المنتخبات في البطولة، وهذا الفوز جعل ألسنة المتربصين في صمت تام، وتحولوا إلى مهللين للإنجاز وركوب موجة الهتافات المؤيدة، مرددين كلاماً زائفاً بأنهم كانوا يساندون الجهاز الفني بكل ما لديهم وأن النقد كان الهدف منه مصلحة الفريق، وليس لأغراض شخصية، لكنني أقول لهؤلاء إن رجل الشارع أصبح على معرفة كبيرة بما يحدث داخل أروقة الساحة الرياضية، وأن تراجعهم عن تصريحاتهم ليس في مصلحتهم بل ضدهم، وفي نهاية كلامي أتمنى التوفيق خلال الفترة المقبلة وتحقيق حلمي الشخصي وحلم الجميع بالتأهل إلى كأس العالم المقرر في جنوب إفريقيا 2010.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مشواره مدرباً
**************
درب حسن شحاتة العديد من الأندية في مصر، وفي عمان وفي الإمارات منذ عام 83 وحتى عام 2000... ثم أصبح المدير الفني لمنتخب مصر للشباب من عام 2001 وحتى عام 2003... وأصبح المدير الفني لفريق «المقاولون العرب» بعدها حتى أواخر عام 2004... وأشرف بعدها حسن شحاتة على منتخب مصــر الأول حتى بطولة إفريقيا التي انتهت بفوز مصر بها للمرة الخامسة في تاريخها، ثم تكرار نفس الإنجاز مع المنتخب المصري بالحصول على بطولة الأمم الإفريقية 2008 للمرة الثانية على التوالي والسادسة في تاريخ الفراعنة.
البطولات
• كأس أمم إفريقيا 2008 بغانا
• كأس أمم إفريقيا 2006 بمصر
• كأس مصر مع المقاولون العرب 2004/2003
والسوبر المصري مع المقاولون العرب 2004/2003 (كان وقتها مازال في دوري المظاليم)
• كأس أمم إفريقيا للشباب 2003 ببوركينا فاسو
• تأهيل المنتخب إلى كأس العالم للشباب 2003 بالإمارات وخرج من الدور الثاني أمام الأرجنتين بالهدف الذهبي.
• تأهيل 3 أندية مصرية إلى الدوري الممتاز وهي المنيا والشرقية والسويس
ولولا مسؤولية الإشراف على منتخب مصر... لكانت 4 أندية فقد ترك المعلم فريقه «المقاولون العرب» وهو يخطو بقوة نحو الأمام للدوري الممتاز، وبالفعل تأهل المقاولون للدوري الممتاز بعد إكماله المشوار تحت قيادة مدير فني آخر.
يختتم حسن شحاتة ذكرياته الكروية ورحلته من الرصيف إلى عرش إفريقيا بالحديث عن طقوسه الخاصة ويومياته العادية وأسلوب حياته ولعبه«الطاولة» مع أصدقائه وعلاقته بأولاده وأحفاده.
بعيداً عن كرة القدم، يوميمعروف منذ أن كنت لاعباً في نادي كاظمة الكويتي كنت أستيقظ في الصباح، وأتناولكوباً من القهوة مع قطعة الكيك، ومع التطور قررت استبدال مشروب القهوة بكوب منالنسكافيه وأتوجه إلى المسجد لكي أصلي الظهر جماعة، وعندما أعود إلى منزلي أتناولطعام الغداء ثم أنام لمدة ساعتين تقريبا،ً وأستيقظ مع موعد أذان المغرب، وأصليالمغرب لأن صلاة المغرب «غريبة» ما بين صلاتي العصر والعشاء... وأجلس قليلاً منالوقت مع أبنائي... مع اختلاف الوقت والزمن ما بين فترة التسعينيات والثمانينياتوالألفية الجديدة ألتقي أصحابي وأصدقائي لكي ألعب معهم الطاولة، استغرق فيها بكلجوارحي وأرفض تماماً مبدأ الهزيمة، حتى عندما أصبحت مديراً فنياً لمنتخب مصر الوطنيأصطحب الطاولة الخاصة بي وأدخل في مباريات شرسة مع حمادة صدقي المدرب المساعدوحسنين حمزة المدلك بالمنتخب، وغالباً معدل نومي في المعتاد لا يزيد على 8 ساعاتيوميا،ً وتناقص هذا المعدل بشكل كبير خلال الأيام التي سبقت بطولة كأس الأممالإفريقية الأخيرة، وعندما أكون متوتراً لا يخفف من حدة هذا التوتر سوى الحل السحريالمتمثل في «حفيدي» حسن، فدائماً أكون في قمة سعادتي حينما ألعب معه وأتفاءل كثيراًبه قبل المباريات المهمة التى أخوضها مع المنتخب الوطني، كما انني لا أتذكر إذا كنتعصبياً مع ابناي أو حتى جاداً معهما أثناء فترة طفولتهما، فقد كان كريم مشغولاًبلعب الكرة، بينما كان إسلام راسباً في الدراسة والفارق العمري بين الاثنين أربعسنوات فقط، فكيمو مواليد 1978 وسلمو مواليد 1982، وكنت أغضب منهما بشدة بسببالمذاكرة ولا أستطيع أن تزيد مدة الخصام على خمس دقائق فقط، فهما نور عيناي،وأصالحهما، كما أن هناك عيباً خطيراً يراه البعض ميزة «انني لا أستطيع أن أنام علىسريري في منزلي إذا خاصمت أي شخص»، وأتذكر ذات يوم كريم عندما عاد من الحضانة وكانفي «كي جي وان» ووجدت حقيبته ممتلئة عن آخرها فسألته عن السبب، فأكد لي أنه أخذ كتبكل زملائه في الفصل، وكانت النتيجة أنني أعطيته علقة ساخنة ربما لم ينساها حتىالآن، وزمان كنت ألجأ إلى العنف والضرب والتعنيف لأبنائي، أما الآن فأحاول إعلانغضبي عن طريق الخصام فقط والامتناع عن الكلام، وقد تعلمت فنون الطهي عندما كنتوحيداً في الكويت، وحرصت على أن أطهو لأبنائي الطعام، وأعترف بخطأي عندما دلعت كريموإسلام كثيراً، حتى جاء حسن الحفيد، وأزاح كريم وإسلام عن عرش قلبي وجلس بمفرده،فعيد ميلاده تزامن مع فوزي ببطولة كأس مصر والسوبر المحلي مع نادي المقاولون العربمن فم ناديي الأهلي والزمالك، وقد رأيت حسن قبل مباراة نهائي كأس مصر بين الأهليوالمقاولون العرب، ووجدته يضحك فأيقنت أنه من الممكن الفوز على الأهلي، ومن هنابدأت أتفاءل بحسن الصغير حتى قبل مباريات بطولة كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت فيالقاهرة عام 2006، رأيته باكياً فتأكدت أنني سوف أواجه صعوبة شديدة في مبارياتالبطولة الإفريقية.
أعشق النظام وأكره العشوائية
****************************
في الحقيقة أنارجل أعشق النظام بشدة وأكره العشوائية وهو الأساس الذي أسير به في حياتي وسوف أسردقصة طريفة مفادها أنني أعرف مكان كل شيء في منزلي، وأشعر بأي تغيير قد يطرأ عليهحتى لو تحرك من مكانه، فذات يوم كان كريم وإسلام يلعبان الكرة فوق السرير، وانكسرأحد ألواحه الخشبية بسبب القفزات العنيفة لذلك سارع الاثنان الى استقدام أحدالنجارين إلى البيت لإصلاح السرير قبل أن أعود إلى المنزل، لكن ما حدث ان النجارقام بتحريك السرير من مكانه قليلاً، وعندما عدت إلى المنزل لاحظت العلامة التيتركها تحرك السرير بعض السنتيمترات على الأرض فناديت على كريم وإسلام وتحت الضغطاعترفا بكل التفاصيل، واليوم الأصعب في حياتي والذي لا أستطيع أن أنساه عندما كانكريم يجري في المنزل فتعثر في السجادة ووقع على الأرض وسقط عليه أحد الألواحالزجاجية وتعرض لإصابة خطيرة في يده استلزمت إجراء 31 غرزة ليكون هذا اليوم الأسوأفي حياتي.
أعشق بشدة مشاهدة أفلام الحرب ربما أجد في تلك الأفلام شخصية شقيقي إبراهيم المفقود منذ نكسة 1967، والذي ذهبت إلى سيناء بعد حرب 1973 لكي أبحث عنه، وأحب أفلام الحركة التي تعتمد على «الأكشن» ونجمي المفضل في السينما العالميةستيفين سيجال بجانب الأفلام الكوميدية، وعشقي للزعيم عادل إمام إلا ان علاقتي بهليست قوية.
كنت مرتبطاً بالسيارة التي اش
مواضيع مماثلة
» ۩۞۩ مذكرات نجوم المنتخب المصري - الجزء الثاني - الساحر أبو تريكة (مع صور نادرة) ๑۩۞۩
» ๑۩۞۩๑ تاريخ المنتخب المصري كاملا ๑۩۞۩๑
» حصريا اهداف مباراه الاهلي وحرس الحدود في الدور الاول للدوري المصري 2011
» علم ميكانيكا السيارات بالكامل فيديوهات نادرة وبجودة عالية مشاهدة مباشرة
» خريطة مباريات كأس العالم المذاعة على التليفزيون المصري
» ๑۩۞۩๑ تاريخ المنتخب المصري كاملا ๑۩۞۩๑
» حصريا اهداف مباراه الاهلي وحرس الحدود في الدور الاول للدوري المصري 2011
» علم ميكانيكا السيارات بالكامل فيديوهات نادرة وبجودة عالية مشاهدة مباشرة
» خريطة مباريات كأس العالم المذاعة على التليفزيون المصري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى