۩۞۩ مذكرات نجوم المنتخب المصري - الجزء الثاني - الساحر أبو تريكة (مع صور نادرة) ๑۩۞۩
صفحة 1 من اصل 1
۩۞۩ مذكرات نجوم المنتخب المصري - الجزء الثاني - الساحر أبو تريكة (مع صور نادرة) ๑۩۞۩
مذكرات نجوم المنتخب المصري - الجزء الثاني - الساحر أبو تريكة
************************************************** *******
مثلما كان ظهور محمد أبوتريكة وتألقه أشبه بانفجار بركان في الملاعب المصرية، بركان ظل خامداً سنوات طويلة قبل انتقاله للأهلي، فإن قصة حياته فيها الكثير من المواقف والحكايات والأسرار والتفاصيل الغريبة التي تستحق أن نفرد لها الصفحات، ليعرف عشاقه كيف بدأ من الصفر حتي وصل إلي قمة المجد والنجومية والشهرة
وفيما يلي مذكرات النجم ابو تريكة التى كتبها بنفسه
********************************************
لا أستطيع أن أذكر بالتحديد ذلك اليوم البعيد الذي تفتحت فيه عيوني علي كرة القدم ما أذكره فقط أنني كنت أهلاوياً بالفطرة مثل معظم الشعبيين من أبناء الطبقة المتوسطة في مصر أتابع مباريات الفريق بشغف وعشق
وأقلد حركات لاعبيه أثناء لعبي في الشارع مع زملائي وأبناء الجيران وعندما بلغت التاسعة من عمري بدأت أتابع المباريات التي كان أشقائي الكبار يشاركون فيها بمركز شباب ناهيا، حيث كانوا يشكلون معاً فريقاً خاصاً بهم كنت أكتفي غالباً بالفرجة إلي أن جاءت المصادفة التي جعلتني أشارك معهم عندما أصيب أحد لاعبي الفريق ولم يجدوا أمامهم سوي الدفع بي لاستكمال الصفوف
كانت المباراة في كرداسة أمام إحدي الفرق القوية، ولكي أثبت جدارتي باللعب كنت متحمساً جداً فدخلت بقوة علي أحد لاعبي الفريق المنافس، وكانت النتيجة أنه رقصني ترقيصة جامدة وهنا اقترب مني شقيقاي أحمد وأسامة وأعطياني أول درس كروي في حياتي وهو ضرورة التحلي بالهدوء أثناء اللعب، وطيلة هذه المباراة كانا يوجهان لي النصائح حتي أستطيع تقديم كل مهاراتي، فقد كانا لاعبين علي أعلي مستوى.
وبعدها بدأت أشارك معهما في المباريات علي فترات متباعدة وكان الاثنان يتبادلان نقلي إلي الملاعب سواء في كرداسة أو ناهيا، حيث كنت أركب الدراجة أمام أي منهما في كل مرة وفي إحدي المباريات التي تفرجت عليها، حضر عدد كبير من نجوم الزمالك وقتها مثل محمد حلمي وطارق يحيي
ويومها قدم أحمد شقيقي الأكبر ـ رحمه الله ـ واحدة من أفضل المباريات التي لعبها علي الإطلاق وراوغ حلمي وطارق أكثر من مرة، إلي درجة أنهما بعد المباراة صافحاه وأبديا انداهاشهما من عدم انضمامه لأي من الفرق الكبيرة
وقتها كنت مواظباً علي اللعب في دوري بين الفصول في مدرسة ناهيا الابتدائية، ولم يكن في فصلي لاعبون مميزون، ولن أنسي تلك المباراة التي جمعتنا بفصل آخر كان يلعب له وليد ابن عمي الذي يكبرني بعام، فقبل المباراة حاول وليد أن يراهنني علي أن فصله سيفوز، لكنني رفضت وقلت له بلاش مراهنة وخليها علي الله
كانت المباريات بين الفصول بنظام الدورين، تعادلنا في المباراة الأولي بهدف لكل منا، وفي الثانية فزنا بهدفين مقابل هدف، وأحرزت أنا الهدف الأول، وفي الهدف الثاني راوغت كل لاعبي الفصل المنافس ووضعت الكرة علي خط المرمي، حتي جاء أحد زملائي وأكملها بهدوء في المرمي
الطريف أن أول إصابة تعرضت لها في حياتي كانت خلال مشاركاتي في دوري المدارس، حيث كسرت قدمي، لذلك ذهب شقيقي أحمد ـ رحمه الله ـ إلي الأستاذ عصام مدرس التربية الرياضية الذي كان صديقاً له، وطلب منه عدم إشراكي في المباريات وحتي بعد شفائي ظل يستبعدني لفترة طويلة رغم أنني وقتها كنت في منتخب المدرسة وعن طريق دوري المدارس انتقلت إلي اللعب في دوري القطاعات
حاولت بقدر المستطاع في الحلقتين السابقتين أن أستعيد كل التفاصيل والحوادث من طفولتي ومراهقتي وكنت أعتقد أن بها الكثير من الوقائع، لكنني بعد مراجعتي لما كتبته انكشف لي أن ما ذكرته قليل جداً وأن هناك أشياء كثيرة من ذاكرتي.
لأنني لم أكن أخطط يوماً لتسجيل مذكراتي ونشرها، لم أكن أظن أن الله سيرزقني شهرة تجعل من حياتي قصة يهتم الناس بقراءتها لذا أرجو من القراء أن يعذروني إذا كنت سأقفز عبر الزمن قفزة واسعة لأختتم مذكراتي بهذه الحلقة، وربما يعطيني الله العمر لأستكمل ما غاب عني.
الشطارة في المدرسة
*******************
منذ الصغر وأنا متفوق دراسياً بفضل الله سواء في المرحلة الابتدائية أو الإعدادية ودائماً كنت من الأوائل والطلبة المتفوقين الذين يحصلون علي شهادات الاستثمار كجوائز عن تفوقهم.
وأتذكر أنني كنت ضمن فريق المتفوقين الذي شارك في مسابقات المنطقة التعليمية حتي دخلت مدرسة كرداسة الثانوية التي تبعد عن منزلي بحوالي كيلو ونصف الكيلو.
وهو ما دفعني لركوب الدراجة كل يوم فيما عدا يوم الاثنين الذي يتصادف مع موعد السوق، وبسبب الزحام الشديد كنت أضطر لعدم الذهاب للمدرسة وأحصل عليه كإجازة أقضيها في المنزل للمذاكرة.
ورغم أنني كنت أحاول التوفيق بين الدراسة والكرة فإن مرحلة الثانوية شهدت تغيبي عن المدرسة لفترات عديدة لارتباطي بمواعيد التدريبات والمباريات والمعسكرات مع منتخب الشباب.
لكن الحقيقة أن وليد ابن عمي كان يساعدني ويسهل علي كثيراً في الدراسة فقد كان يعطيني تلخيصات المناهج التي أعدها بنفسه كما كان يقوم بشرح بعض الدروس لي حتي تمكنت بفضل الله من النجاح بمجموع 80 في المائة، وظهرت نتيجة مكتب التنسيق بالتحاقي بكلية علوم الإسكندرية لكنني حولت أوراقي إلي كلية الآداب قسم التاريخ.
وكان لي صديق أصبح طبيباً الآن هو الدكتور أشرف أحد زملائي الذين كانوا ينافسونني في الدراسة، لدرجة أن المدرسين في المدرسة أطلقوا عليه لقب دكتور أشرف وأعطوني لقب المهندس محمد قبل أن ندخل امتحانات الثانوية التي كان يطبق فيها وقتها نظام التحسين والحقيقة أنه كان نظاماً جيداً لأن فرصة التعويض كانت موجودة بشكل مستمر.
ورغم كل ما يقال عن الثانوية العامة، حول أنها بعبع كل بيت، فإنني تعاملت معها مثلما تعاملت من قبل مع الدراسة في المرحلة الابتدائية والإعدادية واعتمادي كان علي المذاكرة في الأيام الأخيرة قبل الامتحانات لكن صادفني بعض الصعوبة لأنه كانت هناك مواد يصعب الإلمام بها قبل الامتحان.
كنت أعشق مادة الفيزياء وحصلت فيها علي مجموع كبير ورغم أنني لم أتمكن من تحقيق حلم التحاقي بكلية الهندسة، فإنني بإذن الله سأشجع نجلي أحمد وسيف علي التحاق أحدهما بها لكي يحققا لي الحلم الذي راودني لفترات طويلة
عدو الدروس الخصوصية
**********************
ومنذ صغري توجد بيني وبين الدروس الخصوصية عداوة، لا أعلم سببها، لكنني كنت أشعر بأن بها جزءاً كبيراً من إهدار وقتي ولأنني من الأساس كان وقتي ضيقاً للغاية بسبب ارتباطي بالتدريبات والمعسكرات والمباريات لذلك لم أحبذ حصولي علي أي دروس خصوصية.
ولا أخفي سراً أن الظروف المادية للأسرة لم تسمح أيضاً بذلك لأن كل أشقائي كانوا في مراحل تعليمية مختلفة وكان لابد أن يراعي الجميع الحالة الاقتصادية للأسرة.
وأتذكر أنني كنت في أيام الثانوية العامة أركب الميكروباص للمدرسة أثناء الذهاب ثم أعود من جديد لمنزل والدي للحصول علي ملابس التدريب ثم أتوجه من بعدها للنادي حيث كنت أستقل ميكروباص لبولاق ومن هناك أستقل أتوبيس رقم 196 لأنه كان يمر من أمام النادي وتقريباً كان المواصلة الوحيدة المتاحة أمامي وقتها.
ورغم أنني كنت متفوقاً في جميع المراحل الدراسية إلا أنني انضممت لمعسكر منتخب الشباب مع الكابتن حلمي طولان واستمريت لمدة شهر بعيداً عن المنزل وفور عودتي كنت سأؤدي امتحاناً في مادة الإحصاء وطبعاً عشت مأزقاً حقيقياً لأول مرة في حياتي لأنني لم أستعد أو أذاكر بشكل جيد حتي أدخل الامتحان.
لدرجة أنني فكرت في عدم حضوره من الأساس، لكن شقيقي أسامة الذي يعمل مدرساً للرياضيات جلس معي وطلب مني الهدوء في محاولة منه لكي أستطيع أن أذاكر وأدخل الامتحان وبالفعل جلس معي من الساعة التاسعة مساء حتي الساعة الثانية صباحاً وخلال هذه الفترة ظل يشرح لي مسألة من كل فصل حتي تمكن من لم المنهج بالكامل.
والحقيقة أنني لن أنسي هذا الامتحان، لأنني بفضل الله وبمساعدة شقيقي تمكنت من الحل بشكل جيد جداً وحصلت علي 48 درجة من 50، وفور عودتي للمنزل استفسر مني شقيقي عن الطريقة التي أجبت بها عن الأسئلة فبدأت أشرح له، فقال لي إن شاء الله ربنا سيوفقك وتحصل علي درجة كبيرة والحمد لله ربنا كلل جهده معي بالخير.
لا أعتبر نفسي كاتباً بالتأكيد، لذلك أرجو أن تعذروني إذا بدت الأحداث غير مرتبة حسب تسلسل أحداثها، فكل ما أفعله أنني أسجل كل المشاهد التي يمكنني تذكرها لذلك تجدونني أحياناً أعود للحديث في أمور كنت قد تحدثت فيها من قبل.
وتسقط مني بعض التواريخ أحياناً أخري، لأنني لم أكن أتوقع أبداً أن يأتي اليوم الذي سأسجل فيه ذكرياتي، ولهذا السبب أفضل أن أسميها ذكريات وليس مذكرات فما أكتبه هنا هو بعض المحطات المحفورة في ذاكرتي وليس كل ذكرياتي.
وبعد نشر الحلقة الأولي في الأسبوع الماضي، تذكرت أن هناك أموراً عديدة كان يجب أن أتحدث عنها قبل الخوض في التفاصيل مثل تعريف الجماهير بطبيعة منزلي الذي نشأت فيه وعلاقتي بوالدي ووالدتي من هنا أستأذنكم في أن أخصص هذه الحلقة للحديث عن تلك الأمور الأساسية التي فاتني الحديث عنها في العدد الماضي، فالمؤكد أن تلك الأمور ستعطي القارئ بعض الملامح الأساسية والحوادث التي أثرت في تكويني منذ طفولتي.
البيت
******
صورة لأولاد محمد ابو تريكه - احمد محمد ابو تريكه و سيف محمد ابو تريكه
صورة نادرة لأبو تريكة
بيتنا لا يختلف في شيء عن أي بيت ريفي في القري المصرية، فهو يتكون من طابقين ليستوعب كل أفراد الأسرة، أشقائي وزوجاتهم وأبنائهم، ويفتخر والدي ـ وأنا معه ـ بأنه بني هذا البيت بيديه طوبة طوبة.
لكن أهم شيء في بيت العائلة ليس شكل الحجرات والحوائط والأبواب والشبابيك، وإنما ذلك السحر الغامض الذي يجعله دائماً جنتي الصغيرة علي الأرض، عندما أدخله أشعر بالطمأنينة والأمان التام.
إذا كنت حزيناً ودخلته يزول همي، أشم فيه دائماً رائحة المحبة ومن هدوئه أستمد سكينة الروح وقد اعتدت أنا وأشقائي علي تخصيص يوم الجمعة للتجمع والالتقاء في بيت العائلة كل أسبوع بوجود جميع الزوجات والأبناء، إضافة إلي أيام المناسبات والأعياد.
والدي
*******
والدي محمد محمد أبوتريكة يعمل جنايني وعمره حالياً 67 عاماً وربنا يعطيه الصحة وطول العمر ـ لم يفكر أبداً في الجلوس بالمنزل ليستريح في شيخوخته والدي لديه مبدأ دائماً ما يردده أمامي منذ صغري وهو أنه يحب أن يأكل من عرقه ومن عمل يديه، إذ كان يقول العبارة المأثورة الإيد البطالة نجسة.
وبالرغم من أنه يعاني بعض المشكلات الصحية، فإن حماسه للعمل لم ينقطع أبداً، ويعتبر العمل جزءاً من حياته لا يمكن الابتعاد عنه أو التفريط فيه.
وقد حاولت أنا وأشقائي أكثر من مرة أن نقنعه بالراحة في المنزل بعد بلوغه سن المعاش لكنه رفض طلبنا بشكل قاطع لذلك يزداد افتخارنا به يوماً بعد يوم، ونعتز بعمله وبإرادته وعزيمته وهو حالياً مسئول عن فيللا كبيرة لأحد الأثرياء السعوديين بالزمالك.
وأظن أن هذا الثري السعودي لا يعرف شيئاً عني فهو لا يأتي إلي مصر إلا لفترات قصيرة وعلي سنوات متباعدة لكن مدير أعماله المسئول عن الفيللا يعرفني جيداً.
وقد اعتدت علي عدم التدخل في قرارات والدي وحياته، فأنا أراه في صورة البطل الذي جاهد وكافح في حياته ليربيني ويعلمني أنا وأشقائي أفضل تربية، ووصل بنا لمراحل تعليمية جيدة، وأعتبره مثلاً أعلي وقدوة لي.
وهو يؤازرني بشدة ويدعمني في حياتي، بل يوجه لي النقد أحياناً فبعد مباراتنا أمام أنيمبا في نيجيريا كنت أزوره في البيت، وعلق علي إحدي الفرص التي أتيحت لي خلال المباراة عندما سددت الكرة فارتدت من العارضة.
وقال لي إنني عندما أتخذ قرار التسديد يجب أن أختار التوقيت الملائم والمساحة المناسبة لأضمن دخول الكرة للمرمي وأضاف إن الحال كان سيختلف يومها لو لم نكن متقدمين بهدف أو كان الفريق صاحب الأرض فائزاً، لأن أحداً لم يكن ليرحمني علي هذه الفرصة الضائعة.
أكبر إخوتي هو شقيقي أحمد حصل علي بكالوريوس تجارة ومن بعده شقيقي حسين خريج كلية دارعلوم ويعمل مدرس لغة عربية، ثم الأستاذ أسامة مدرس الرياضيات الحاصل علي بكالوريوس تجارة وشقيقتي ناهد ونعمات متزوجتان، ثم أنا وشقيقي الأصغر محمود الذي حصل علي معهد الروضة، بينما حصلت علي ليسانس آداب قسم تاريخ.
والحقيقة أنني كنت الفتي المدلل لوالدي حتي أنجب شقيقي الأصغر محمود ولم أبتعد عن منزلنا في ناهيا سوي بعد زواجي، حيث انتقلت بعدها للإقامة في شقتي بشارع فيصل.
ورغم أن والدي خرج علي المعاش، إلا أنه مازال يصر علي العمل وكل أفراد أسرتنا فخورة بروحه العالية وإصراره علي العمل لآخر لحظة طالما هو قادر علي العطاء.
وأتذكر أن والدي اصطحبني في إحدي المرات معه لإحدي الحدائق التي كان يعمل فيها وذهبنا يومها بالدراجة وشاهدت كل زملائه في العمل مع أبنائهم الذين كانوا يحرصون علي اصطحابهم معهم في الأعياد وأي مناسبات لكن والدي لم يصطحب أحداً من أشقائي والمرة الوحيدة التي حرص فيها علي اصطحاب أحد كانت في المرة التي ذهبت فيها معه.
آخر زيارة لوالدي في عمله كانت قبل لقاء فيلا الأوغندي في دور الـ 32 لبطولة دوري الأبطال ويومها حكي لي عم شعيب زميله في العمل عن أولاده الأهلاوية الذين يغيظونه بي لأنه زملكاوي وطلب مني يومها أن أخف شوية علي الزمالك في مباريات القمة، ثم طلب مني تي شيرت يحمل توقيعي وعندما سألته عن السبب علي اعتبار أنه زملكاوي متعصب أبلغني أنه سيهديه لأفضل أولاده دراسياً
والدتي
*******
هي نموذج خالص للأم المصرية، الطيبة المفرطة التي تصل إلي حد المثالية، الحنان العظيم والإخلاص والتفاني هي ربة منزل بسيطة، لا يشغلها في حياتها سوي تربية أبنائها والعمل علي راحتهم، ليست لها أي علاقة بالكرة سوي الدعاء لي وللفريق الذي ألعب له سواء عندما كنت في الترسانة أو بعد انتقالي للأهلي.
وتخاف بشدة من مشاهدة المباراة لأنها لا تحتمل رؤية المشهد إذا سقطت علي الأرض أو أصبت أو دخل علي أحد الخصوم بقوة في أي كرة مشتركة هي أم بمعني الكلمة تعدل بين أبنائها ولا تفضل أو تجامل واحداً منا علي حساب الآخر.
ولديها فيضان من الحب والحنان ربما لا يوجد في أي أم أخري، أنا مدين لها بالكثير الذي أخذته منها، ولا أعتقد أنني أستطيع وفاء هذا الدين طيلة عمري، فما أعطته لي لا يوزن بالذهب ولا يقدر بثمن.
سندويتشات عم مكي
********************
منذ الصغر ارتبطت بمطعم الفول والطعمية الموجود في سور نادي الزمالك، حيث كان هو مصدر الساندويتشات التي أشتريها يومياً قبل دخولي نادي الترسانة وطبعاً لأن المصروف كان يكفي بالكاد لركوب المواصلات وشراء ساندويتش أو اثنين فلم تكن السندويتشات تخرج عن نطاق الفول أو الطعمية لكنني لن أنسي طعمها اللذيذ الذي مازلت أشعر به داخل فمي.
وكنت قد كونت صداقة مع عم مكي. صاحب المطعم الموجود في سور نادي الزمالك وحتي الآن أحرص علي شراء بعض الساندويتشات منه وغالباً ما يتكرر ذلك في الأيام التي أستيقظ فيها مبكراً، حيث أحرص علي الإفطار في المطعم قبل الذهاب للنادي لأداء التدريب الصباحي، لكن طبعاً الوضع اختلف في أنني أصبحت قادراً علي اختيار الساندويتشات بينما كان الأمر صعباً من قبل لأن أي تأليف أو عنطزة سيدمر المصروف.
مصنع الطوب
*************
الكثير من الزملاء يخجلون من الحديث عن ماضيهم الفقير، لكنني لا أري مشكلة في ذلك، لأنني أفتخر بفقري وأفتخر بالنعم التي أعطاني الله إياها لن أزعم أنني كنت نجماً من صغري لذلك لا أجد أي حرج في الاعتراف بأنني كنت أعمل في بداية مراهقتي بمصنع للطوب.
لم يكن العمل في مصنع الطوب أمراً إجبارياً علي أي واحد من أشقائي الذين سبقوني للعمل فيه، عندما التحقت به كان عمري بين الثانية عشرة والثالثة عشرة علي ما أذكر كان زملائي ينتظرون بفروغ الصبر فترة الإجازة الصيفية ليذهبوا إلي المصايف ويستمتعوا بإجازاتهم، بينما كنت أنا أذهب للعمل مع عمي عيد في مصنع الطوب.
لم يكن الأجر شهرياً ولا أسبوعياً، بل كنت أعمل باليومية، ولم يكن أجري وقتها يزيد علي جنيهين، ثم زاد بعد ذلك تدريجياً حسب طبيعة وحجم العمل الذي كنت أؤديه.
في المرحلة الأولي من عملي كانت مهمتي هي كنس أرض المصنع من الحصي المتبقي في الأرض وتنظيفها من الرمل والملونة الأسمنتية كانت هذه المرحلة هي أقل المراحل إجهاداً في مصنع الطوب لأنها كانت سهلة وتناسب سني الصغيرة.
أعطتني والدتي ملابس قديمة لكي أرتديها في العمل، وفي نهاية اليوم كنت أستبدل ملابسي وأترك طاقم العمل في المصنع، ولا أعود به إلا مرة واحدة في نهاية الأسبوع لكي يتم غسله وتنظيفه.
وفي بعض الأحيان كنت أضطر إلي إحضار وجبة للغداء في فترة الراحة بالمصنع، لأنني كنت أستيقظ لصلاة الفجر وأتناول إفطاري ثم أتوجه إلي العمل، وأعود بعد صلاة المغرب، أصلي المغرب وأتناول عشائي، وغالباً أتوجه للنوم مبكراً بسبب إحساسي بالتعب والإرهاق الشديدين.
في السنة الثانية لعملي بالمصنع، انتقلت إلي مرحلة جديدة، تتلخص في تقليب المونة والأسمنت بعد أن يتم تحضيرها والحقيقة أن عملية التقليب كانت صعبة ومجهدة للغاية، إذ يجب أن يكون التقليب مستمراً طيلة اليوم حتي لا تجف المونة وأعتقد أن هذا العمل ساعد بشدة في تقوية عضلاتي وإعدادي بدنياً، فهو أقسي من كل تدريبات الكرة التي أمارسها الآن.
وفي السنة الثالثة لعملي، انتقلت لمرحلة متقدمة، فقد أصبحت مسئولاً عن البراويطة. وهي عبارة عن مكان يدخل فيه خليط المونة من الرمل والأسمنت، ليتم تفريغه في قوالب الطوب بشكلها النهائي.
ثم تدرجت حتي وصلت للمرحلة الأخيرة الخاصة بتحضير المونة وعمل الخلطة المكونة من البودرة والرمل والأسمنت.
وبالرغم من أن كل أشقائي عملوا في المصنع، فإن هناك اثنين لم يعملا فيه، هما شقيقي الأكبر أحمد ـ رحمه الله ـ والأصغر محمود، الذي رفض والدي أن يلتحق بهذا العمل لأنه مرهق للغاية.
ولابد أن أعيد التأكيد علي أن فترات الصيف التي اشتغلت فيها بالمصنع كانت بالفعل تمثل إعداداً بدنياً هائلاً لي، وربما يكون المصنع بمثابة جيمانزيوم. بدائي، ساعدني في بناء جسمي الذي أعتقد أنه جيد لأي لاعب أو رياضي بشكل عام.
عودة للأحزان
*************
مثلما ذكرت في بداية هذه الحلقة، فإن بعض الأحداث أكتبها، وبعدها أتذكر تفاصيل جديدة فيها، وينطبق هذا علي وفاة شقيقي أحمد التي تحدثت عنها في الحلقة الماضية، لذلك أستأذنكم أن أتحدث فيها مجدداً لما كان يمثله لي أخي.
كانت الوفاة طبيعية تماماً عام 89، وكان يعمل محاسباً، وأثناء عودته للمنزل تعرض لهبوط مفاجئ في الدورة الدموية ولقي وجه ربه الكريم.
كنت في الصف السادس الابتدائي، وكنت مرتبطاً بأحمد بشكل غير عادي، ليس لأنه كان يدللني، ولكن لأنني كنت أري فيه المثل الأعلي، فهو رجل لم يختلف أحد في القرية علي أخلاقياته، ويبدو أن الله زرع حبه في قلوب الناس، سواء بسبب موهبته الفذة في كرة القدم، أو لشخصه ورجولته وأخلاقياته.
قبل وفاته، كان رحمه الله قد انتهي من تقديم أوراقه للالتحاق بالتجنيد، وبالرغم من أن كل أفراد الأسرة كانوا خائفين عليه ويتمنون أن يحصل علي التأجيل والإعفاء، فإن والدي كان راضياً ويكرر علي مسامعنا عبارة محش بياخد أكتر من نصيبه.، وقبل أن يتحدد له السلاح الذي سيلتحق به توفي.
وبعد أن كبرت بعض الشيء، قالت لي أمي إن والدي أظهر حالة نادرة وجميلة من الإيمان والصبر، حيث أذّن. لصلاة الفجر في المسجد، وحسب الكلام الذي سمعته، فإن صوته في الآذان كان يقطع القلب. وبكي الكثير من أهل القرية تأثراً به فقد كان مليئاً بالشجن والحزن لرحيل نجله الأكبر.
تهديد بالقتل
***********
والدي ربنا يعطيه الصحة كان يساعدني بقوة في لعب الكرة ويرفض تماماً الكلام معي في الدراسة سواء ذاكرت أو لم أذاكر لأنه كان مقتنعاً أني عاقل ويمكن الاعتماد علي، وأستطيع تحمل المسئولية.
لكن الشيء الغريب هو أنه لم يكن يهتم بالحضور لمتابعتي وأنا ألعب الكرة سواء في مركز شباب ناهيا أو في نادي الترسانة، إلا أنني فوجئت بوجوده في مدرجات نادي الترسانة ويحضر لمتابعتي بشكل يومي في الفترة الأخيرة لي قبل انضمامي للأهلي.
وعندما سألته عن سبب اهتمامه بي فوجئت به يوضح لي أنه يحضر بعدما علم بتهديدات القتل التي تلقيتها من بعض مشجعي الترسانة لكنني أوضحت له أنه كلام غير صحيح بالمرة لأن كل جماهير النادي تحبني وربما يكون هذا الكلام تردد بسبب حزنهم علي رحيلي وانضمامي للأهلي.
ورغم عدم اهتمام والدي بمتابعتي في التدريبات، إلا أنه كان يشجع الأهلي بشكل غير عادي، لدرجة أنه كان يحضر تدريبات الفريق في الجيل الذهبي بالسبعينيات.
وأتذكر أنه حكي لي أن هيديكوتي المدير الفني المجري للأهلي كان يحرص علي وضع تدريبات خاصة للكابتن محمود الخطيب، حيث يضع له كرسياً داخل منطقة الجزاء ويطلب منه القفز من فوقه ليلحق بالكرات العرضة ويسددها داخل المرمي.
والحقيقة أن حب والدي للأهلي غرسه بداخلي منذ الصغر، خاصة عشقي للكابتن الخطيب وكابتن طاهر أبوزيد مارادونا النيل لأنه كان يعشقهما.
في الوقت نفسه، فإن والدتي كانت تخاف علي من لعب الكرة، بسبب الإصابات التي كنت أتعرض لها لكن خالي فتحي شقيقها كان يطالبها بأن تشجعني بدلاً من خوفها الزائد علي، لأنه كان أهلاوياً متعصباً ومنذ انتقالي للأهلي أحمل همه عندما أشارك في أي لقاء لأنني أعلم جيداً أنه سيحزن بشدة وربما يمتنع عن الأكل لو لم يفز الأهلي بالمباراة.
قصة التعارف علي أم سيف وأحمد
*****************************
عادة لم أكن أواظب علي الحضور في الكلية، لأنني كنت مرتبطاً بمواعيد تدريبات الترسانة والمنتخب الأوليمبي حتي شاهدت زوجتي وتعرفت عليها وبدأت أشعر بأنها الفتاة التي كنت أحلم بها لما كانت تتمتع به من أخلاقيات طيبة وأدب واحترام غير عادي.
وبالفعل تقدمت لخطبتها وأنا في الفرقة الرابعة وأتممنا بعد ذلك الزواج وأتذكر أن شقيقي أسامة لاحظ حرصي في الفترة التي تعرفت فيها بزوجتي علي الذهاب بشكل منتظم للكلية بحجة حضور المحاضرات، فسألني عن السبب فشرحت له الأمر فساعدني وظل يساندني وطلب مني الاجتهاد لإنهاء مشوار الدراسة لكي أتمكن من التقدم لها والزواج منها.
ولا أنسي أنني يوم الخطوبة كنت أشعر بالخجل الشديد وكانت يداي ترتعدان من الكسوف، لدرجة أنني لم أتمكن من تلبيسها الشبكة بسهولة، بل ظلت يداي ترتعشان لفترة طويلة حتي تمكنت في النهاية من إنجاز المهمة التي كانت ثقيلة للغاية علي قلبي في وقتها.
كذبة التوقيع للزمالك
*******************
منذ صغري أشعر بوجود حاجز بيني وبين نادي الزمالك حتي عندما كنت ألعب في صفوف الناشئين بالترسانة، لم أكن أتمني الانضمام للزمالك مثل أي لاعب من زملائي في الناشئين بالعكس كنت واضحاً وأعلن رغبتي في اللعب للأهلي دائماً حتي عندما بدأت المفاوضات معي للانضمام للزمالك كان الأمر يمثل عبئاً ثقيلاً علي.
ولم أكن مقتنعاً علي الإطلاق أن بإمكاني ارتداء الفانلة البيضاء رغم أن مفاوضات مسئولي الزمالك كانت أكثر جدية من مفاوضات الأهلي.
وأتذكر أنني حاولت التغلب علي الصراع الذي كنت أعيشه بداخلي من خلال أكذوبة بيضاء التي ادعيتها علي نفسي حيث أبلغت والدي ومن بعده باقي أفراد أسرتي بأنني وقعت للزمالك وحصلت علي مقدم التعاقد حتي أستطيع أن أهيئ لنفسي المناخ الذي يمكنني من الانضمام إليه.
ووقتها وجدت حالة حزن علي وجه والدي وأشقائي لأنهم كانوا يتمنون لي اللعب للأهلي بوصفهم عاشقين لهذا الصرح الكبير مع احترامي الكامل لنادي الزمالك ومسئوليه الذين كانوا محترمين للغاية في مفاوضاتهم معي.
ويومها والدي سألني عن أسباب تعجلي وتوقيعي للزمالك دون أن أنتظر ما ستسفر عنه مفاوضات الأهلي لكنه سرعان ما تراجع بعدما شعر من كلامي بأن الطوبة جت في المعطوبة وأصبح انضمامي للزمالك أمراً واقعا.
بعدها بدأوا يحاولون أن يظهروا لي أنهم تأقلموا علي الوضع لأننا تعودنا منذ الصغر علي أن تكون القرارات نابعة من داخل كل فرد فينا، إلا أنني كنت أشعر بهم، وفي الوقت نفسه أعيش حالة تردد غير عادية لدرجة وصلت أنني فكرت في التجديد للترسانة بدلاً من ارتداء الفانلة البيضاء.
إلا أن ربنا وفقني ومنحني فرصة تحقيق حلم حياتي بعدما زادت جدية مفاوضات الأهلي وتدخل الكابتن طاهر أبوزيد والكابتن محمود الخطيب والمهندس عدلي القيعي ومن قبلهم الحاج محمد عبدالوهاب عضو المجلس وسرعان ما توصلوا لاتفاق مع إدارة الترسانة وحصلوا علي توقيعي.
وأتذكر أنني عندما توجهت بعدها لأبلغ أسرتي بتوقيعي للأهلي لم يصدقونني في البداية وكانوا يعتقدون أنني أحاول تخفيف حزنهم من انضمامي للزمالك، لكن سرعان ما أبدوا سعادتهم البالغة بتوقيعي للأهلي بعد تأكدهم من إنهائي للأمور بشكل حقيقي.
خاصة أن المفاوضات الأهلاوية لم تكن الأولي من نوعها، بل كانت تحدث تقريباً بشكل مكرر مع نهاية كل موسم، لكن ظروف استمرار عقدي مع الترسانة كانت تحول دون إتمام المفاوضات لأتأكد بعدها أن كل تأخيرة وفيها خيرة.
مباريات القمة
************
في الوقت الذي وفقني فيه المولي عز وجل، وتمكنت من إحراز خمسة أهداف خلال 3 لقاءات قمة، فإنني لم أكن محظوظاً في مباريات الزمالك عندما كنت ألعب بالترسانة ففي كل مباراة ألعبها كنت أتمني إحراز هدف لكنني لم أتمكن من تحقيق هذه الأمنية سوي بعد انضمامي للأهلي فقط.
وأتذكر أنني في إحدي لقاءات الناشئين أهدرت ضربة جزاء وكانت من المرات القليلة التي أهدر فيها ضربة جزاء والمباراة يومها أقيمت علي ملعب الجامعة.
والأمر نفسه حدث معي في مباريات الأهلي فلم أتألق في أي مباراة لعبتها أيام الترسانة سوي في مباراة وحيدة لعبناها ولم تذع وقتها وخسرناها بهدفين مقابل لا شيء أحرزهما إبراهيم سعيد من ضربة جزاء وعلاء إبراهيم ووقتها كانت الولاية الأولي لمانويل جوزيه مع الفريق.
أما مباريات القمة كمشاهد فكنت أخشي مشاهدتها علي الإطلاق وأضطر للسهر حتي اليوم التالي لأشعر بالإرهاق قبل المباراة ثم أخلد للنوم وأستيقظ بعد نهايتها، والغريب أن القلق زاد بعد انتقالي للأهلي بعدما شعرت بحجم المسئولية الملقاة علي عاتقي، لذلك كنت حريصاً علي عدم إجراء أي حوارات أو أحاديث صحفية قبل لقاءات القمة لكي أركز قدر المستطاع وأستطيع إخراج ذلك في المباراة.
أزمة مباراة ليبيا
****************
من أصعب اللحظات التي عشتها في حياتي ما تعرضت له بعد خسارة المنتخب الوطني أمام ليبيا في مباراة الذهاب من تصفيات كأس العالم 2006 التي ستقام في ألمانيا فقد كنت أشعر بأن الجماهير تعقد علي آمالاً كبيرة في هذا اللقاء بعدما تمكنت من الوصول لفورمة جيدة مع الأهلي.
لكن توفيق ربنا لم يحالفني ولم أظهر بالمستوي المأمول في اللقاء وما زاد من صعوبة موقفي أنني أهدرت فرصة محققة كانت كفيلة بتغيير نتيجة اللقاء سواء بالتعادل أو الفوز.
بعدها تعرضت لحملة انتقادات شديدة في عدد كبير من الصحف حتي قررت الامتناع عن قراءة الصحف.
وبعدها بفترة قصيرة ربنا عوضني خلال مباراة القمة وتمكنت من إحراز هدفين في اللقاء الذي انتهي لصالحنا بأربعة أهداف مقابل هدفين.
ويومها تجمع عدد كبير من أهالي ناهيا أمام منزل والدي وأحضروا طبلة ومزماراً وظلوا يهتفون لي ويطالبونني بالخروج من المنزل لرد تحيتهم لكنني لم أكن في المنزل من الأساس، والحقيقة أنهم ظلوا يهتفون لي لفترة طويلة حتي خرج لهم والدي وأكد لهم أنني لم أحضر لمنزله بعد اللقاء وأنني توجهت لمنزلي في شارع فيصل
برنامج اليوم
*************
الحمد لله تربيتي الدينية ساعدتني كثيراً علي الالتزام بنظام يومي أشبه ما يكون بنظام الاحتراف، فأنا أستيقظ في السابعة والنصف صباحاً لكي أذهب للنادي قبل المران الصباحي الذي يقام في التاسعة بوقت مبكر وبعد انتهاء المران أتوجه لتناول وجبة الغداء ثم أصلي صلاة الظهر وأعود بعدها لمنزلي في شارع فيصل لأحصل علي قسط من الراحة وأجلس مع أسرتي لبعض الوقت.
ورغم أن المران المسائي موعده في الساعة السابعة، إلا أنني أحرص علي الوجود قبل صلاة العصر في النادي لأحصل علي فترة لقراءة القرآن ثم أصلي العصر وأخلد للراحة في استراحة النادي لبعض الوقت حتي موعد المران.
بعدها أعود لمنزلي من جديد عقب أدائي لصلاة المغرب لأجلس مع أسرتي بعض الوقت ثم أصلي العشاء وأعود للجلوس مع أبنائي ثم أخلد بعدها للنوم في وقت مبكر أقصاه الساعة العاشرة والنصف مساء لقناعتي بأهمية النوم والراحة للاعب الكرة مثل تدريباته اليومية.
أيام الإجازات لا يختلف فيها برنامجي اليومي عما يحدث في أيام التدريبات باستثناء أنني أتوجه لزيارة منزل والدي وقضاء أوقات طويلة مع الأسرة الكبيرة لأنني أكون مشتاقاً لهم جميعاً بسبب عدم قدرتي علي تكرار الزيارة بشكل دوري بسبب كثرة المعسكرات والسفر الخارجي سواء مع الأهلي أو المنتخب الوطني.
كنـــا مع مذكرات للفنان محمـد أبو تريكة عقب الموسم التاريخى 2004/2005
والآن مع اهـم احـاديث الفنــان لجريدة يونيفر سبورت فى بداية الموسم الحالى:
أبو تريكه:الأهلي والصفاقسي الافضل,بطولات الاهلي لاتحتاج مجاملة,جمهور الاهلي لامثيل له
قامت صحيفة يونيفرس سبور التونسيه الرياضيه المتخصصه الشهيره باجراء حوار قصير مع نجم الأهلي ومنتخب مصر , الموسيقار محمد أبو تريكه , بصفته أحد أشهر لاعبي مصر والوطن العربي والقاره الأفريقيه حاليا , وأجاب تريكه خلال هذا الحوار المتميز الذي أجرته معه المجله التونسيه علي أكثر من سؤال يهم جماهير الأهلي , .. أهم ما جاء في حوار الموسيقار تريكه مع مجله سبور التونسيه:
* الأهلي والصفاقسي أفضل الأندية العربيّة مع إحترامي للبقيّة
* نجم الأهلي والكرة المصرية محمد أبو تريكة لـ« سبور»
* فاجأني مردود المنتخب التونسي في المونديال...
* البطولة التونسيّة متقدّمة افريقيّا ولها حضور بارز
* انجازات الأهلي ونتائجه لم تكن بمحض الصدفة
محمد أبو تريكة هو بلا منازع أحد أفضل اللاعبين المصريين في الوقت الحاضر... لاعب يعرف كيف يبسط سيطرته على وسط الميدان... يتمتع بمواصفات كروية متميزة... ويعرف أيضا طريق الشباك... لذلك ليس عجيبا أن تراه بالتشكيلة الأساسية للأهلي المصري ولمنتخب الفراعنة أبو تريكة عانق النجاح والألقاب منذ إنتقاله من مهده الأصلي نادي الترسانة إلى فريق القرن إفريقيًّا الأهلي المصري الذي فتح أمامه أبواب الإلتحاق بالمنتخب مثلما أثرى سجلّه بعديد الألقاب والتتويجات التي لم يكن ليحصل عليها لو بقي في ناديه الأم. قوته تكمن في أنّه يتعامل مع الكرة بعقله وبذكاء ولا يعتمد فقط على قوّته البدنية أو مهاراته الفنية العالية... أبو تريكة يريد أيضا أن يسير على منوال نجوم الكرة المصرية الكبار.. مثلما يبدو مستعدا لخوض مغامرة إحترافية أوروبية تضيف إليه الكثير لا على المستوى المادي فحسب وإنما أيضا وبالخصوص على المستوى الكروي... يتمتع بالإنضباط ورفعة الأخلاق إلتقته «سبور» مؤخرا وأجرت معه هذا الحوار.
تعرّضتم إلى أوّل هزيمة قارية منذ 20 مباراة أمام النادي الصفاقسي، بماذا تفسر ذلك؟
أقول أولا إن مجموعتنا صعبة وقوية بوجود أندية إفريقية تمتلك مواصفات الإصرار والخبرة فضلا عن وجود 3 فرق عربية في نفس المجموعة الأولى وهو ما يمنح المقابلات جوّ الدربيات... التي دائما ما تكون ليس لها مقياس ولا حقيقة فيها سوى حقيقة الميدان... كان بودّنا لو إنتصرنا في المباراة الأولى أمام النادي الصفاقسي لكن مع ذلك لا شيء قد فات فنحن حاملو اللقب، ونريد المحافظة على بطولتنا القارية ومستعدون لذلك ونعرف كيف نستوعب بسرعة العثرة... وبالنسبة للنادي الصفاقسي أقول إنّه فريق كبير ومحترم وقدّم أداء رفيعا للغاية... ومن دون أن نسبق الأحداث أعتقد أن الأهلي والصفاقسي هما الأوفر حظا لإدراك المربع الذهبي وأقول هذا دون الإستهانة بالفريقين الجزائري والغاني.
تحاط انجازات الأهلي بهالة إعلامية كبيرة فهل يستحق فعلا ذلك؟
الأهلي هو أكبر ناد إفريقيّا وعربيا بانجازاته وإضافاته، وهو صاحب عديد الأرقام القياسية وقوّته ليست من فراغ وإنّما هي نتاج لمنظومة متكاملة تجتهد من أجل مستقبل الأهلي فهو يمتلك مجلس إدارة مستقر وجهازا فنيا على أعلى مستوى يقوده المدرّب البرتغالي جوزيه مانوال الذي يعرف اللاعبين ويحسن اعدادهم وتجهيزهم للمباريات وله نتائج ايجابية بالدوري المصري والمسابقة الإفريقية كما أنه يمتلك جمهورا لم أر له مثيلا.
لكن هناك من يعتبر أن الأهلي يستفيد من معاملة خاصة لتكريس تفوقه؟
الأهلي المصري فريق كبير بتاريخه وإنجازاته ولا يحتاج إلى محاباة أو معاملة خاصة من أحد، وهو يمتلك الامكانيات الكبيرة التي تخوّل له فرض لونه وبسط سيطرته وكل هذه الإنجازات كسبناها بالعرق والبذل والتنظيم والعقلية الإحترافية، ولم تكن بمحض الصدفة أو هدية من التحكيم أو من إتحاد الكرة...
إذن بماذا تفسّر مشاركتكم المحتشمة في البطولة العالمية للأندية البطلة باليابان؟
لم تكن لدينا الخبرة الكافية وتلك كانت أول مرة يشارك فيها فريق مصري في كأس العالم للأندية... كما أننا ذهبنا إلى اليابان بثقة مفرطة في النفس فوقعنا في المحظور... ونحن عازمون على الفوز بلقب رابطة الأبطال الإفريقية 2006 لنعود إلى اليابان ولنثأر لمشاركتنا الأولى ونمسح تلك الخيبة.
أليس غريبا أيضا أن المنتخب المصري ليس له حضور مكثّف في المونديال؟
فعلا فإن مشاركات المنتخب المصري في النهائيات العالمية لم تكن كثيرة ونحن غائبون عن المونديال منذ مدة... وإن شاء اللّه نتدارك ذلك... وعن الفترة الأخيرة أقول إنّ بداية منتخبنا الوطني في تصفيات كأس العالم 2006 لم تكن جيّدة مع المدرب ماركو تارديللي وكان جديدا علينا ولم يفهم نفسياتنا ولذلك حصل التململ وحينما جاء المدرب المصري حسن شحاتة، استوت الأمور وقدّمنا مردودا أفضل ولكن لسوء الحظ لم نتمكّن من تدارك النقاط المهدورة في بداية المشوار ولم نتمكن من الترشح الى المونديال. رغم أننا كنّا نريد الوصول إلى النهائيات العالمية بألمانيا... ولو كانت انطلاقتنا طيبة لأمكن لنا ذلك، وانظروا كيف أننا عدنا في الجولة الأخيرة من التصفيات بتعادل ثمين من خارج القواعد مع المنتخب الكاميروني وبذلك حرمناه من العبور إلى ألمانيا... وتعادلنا أمام هذا المنتخب العتيد دليل على قوّتنا واحترامنا لميثاق الرياضي...
لكن لو عدنا للحديث عنك شخصيّا فأنت عقدك مع الأهلي ينتهي في السنة القادمة ومع ذلك قمت بتجديده لمدة ثلاث سنوات أخرى. فهل يعني ذلك أنك تريد إنهاء مشوارك الرياضي معه وأنّك طرحت جانبا الاحتراف خارج مصر؟
صحيح، أنا جدّدت مؤخرا عقدي لمدة ثلاث سنوات أخرى برغبة من الأهلي المصري وأنا أصبحت ملتزما مع النادي إلى غاية 2010 ولكن لديّ اتفاق مع إدارته يتمثّل في أنّه في صورة وصول عرض إحتراف كبير يليق بي وبالفريق فإنّهم سيسّهلون عمليّة خروجي.
لكن الأهلي رفض تسريحك لفائدة لوكوموتيف موسكو الروسي رغم أنه كان عرضا مغريا؟
هذا صحيح، فالأهلي لم يوافق على تسريحي لفائدة لوكوموتيف موسكو رغم أن العرض مغرٍ ماديًّا... ولكنّ هذا لا يُخفي أنني أطمح إلى اللّعب في بطولة كبيرة تثري سجلّي الرياضي وتجعلني أستفيد من الناحيتين الكروية والمادية...
أعرف أنك تلقّيت عرضا كذلك من سبارتاك موسكو ولكن ما هي البطولات التي تريد اللعب لفائدتها؟
أنا أحب البطولة الإنجليزية وكذلك الفرنسية والإسبانية... وأتمنى اللعب في إحداها.
ماذا لو يصلك عرض من تونس ؟
بطولة تونس متقدمة إفريقيّا ولها حضور بارز على الساحة وأنا يشرّفني اللّعب فيها وأعتزّ بذلك لكنّني أفضّل الإحتراف الأوروبي في بطولة ممتازة لتطوير أدائي وليشكّل ذلك إضافة لسجلّي حيث تحصل الإستفادة كرويًّا وماديا مثلما أسلفت الذكر.
تابعت المونديال الأخير بألمانيا فما الذي بقي في ذاكرتك منه؟
هذا المونديال شهد عديد المفاجآت مثل خروج البرازيل والأرجنتين مبكّرا نسبيا وكذلك تتويج إيطاليا باللقب الذي شكّل مفاجأة بالنّسبة إليّ وأنا لا أحبّ الكرة الإيطالية لأنها دفاعية وبطولتها ليست فيها متعة... ولئن كنت أتمنى في البداية حصول البرازيل على اللقب العالمي إلا أنّه بعد خروجها أصبحت فرنسا هي الأجدر باللقب لأنها قدّمت مستوى ممتازا...
لم تحدّثني عن المشاركة العربية، لتونس والسعودية؟
كانت مشاركة عادية جدا ودون مستوى الانتظارات.. وتونس تمتلك لاعبين ممتازين لكن لا أعرف لماذا لم يظهروا بحقيقة إمكانياتهم؟ ولماذا لم يقدّموا المطلوب؟ وصراحة كنت أنتظر من المنتخب التونسي مردودًا أفضل لأنني أُدرك أنّه قادر على ذلك
من من اللاعبين التونسيين الذين يستهوونك؟
بعيدا عن المشاركة في المونديال التي كانت مخيبة للآمال يعجبني كثيرا حاتم الطرابلسي وأريد مشاهدته وهو من اللاعبين العرب القلائل المتألقين أوروبيّا.كما يشدّني أيضا سانطوس وزياد الجزيري وكريم حڤي ورياض البوعزيزي.
************************************************** *******
مثلما كان ظهور محمد أبوتريكة وتألقه أشبه بانفجار بركان في الملاعب المصرية، بركان ظل خامداً سنوات طويلة قبل انتقاله للأهلي، فإن قصة حياته فيها الكثير من المواقف والحكايات والأسرار والتفاصيل الغريبة التي تستحق أن نفرد لها الصفحات، ليعرف عشاقه كيف بدأ من الصفر حتي وصل إلي قمة المجد والنجومية والشهرة
وفيما يلي مذكرات النجم ابو تريكة التى كتبها بنفسه
********************************************
لا أستطيع أن أذكر بالتحديد ذلك اليوم البعيد الذي تفتحت فيه عيوني علي كرة القدم ما أذكره فقط أنني كنت أهلاوياً بالفطرة مثل معظم الشعبيين من أبناء الطبقة المتوسطة في مصر أتابع مباريات الفريق بشغف وعشق
وأقلد حركات لاعبيه أثناء لعبي في الشارع مع زملائي وأبناء الجيران وعندما بلغت التاسعة من عمري بدأت أتابع المباريات التي كان أشقائي الكبار يشاركون فيها بمركز شباب ناهيا، حيث كانوا يشكلون معاً فريقاً خاصاً بهم كنت أكتفي غالباً بالفرجة إلي أن جاءت المصادفة التي جعلتني أشارك معهم عندما أصيب أحد لاعبي الفريق ولم يجدوا أمامهم سوي الدفع بي لاستكمال الصفوف
كانت المباراة في كرداسة أمام إحدي الفرق القوية، ولكي أثبت جدارتي باللعب كنت متحمساً جداً فدخلت بقوة علي أحد لاعبي الفريق المنافس، وكانت النتيجة أنه رقصني ترقيصة جامدة وهنا اقترب مني شقيقاي أحمد وأسامة وأعطياني أول درس كروي في حياتي وهو ضرورة التحلي بالهدوء أثناء اللعب، وطيلة هذه المباراة كانا يوجهان لي النصائح حتي أستطيع تقديم كل مهاراتي، فقد كانا لاعبين علي أعلي مستوى.
وبعدها بدأت أشارك معهما في المباريات علي فترات متباعدة وكان الاثنان يتبادلان نقلي إلي الملاعب سواء في كرداسة أو ناهيا، حيث كنت أركب الدراجة أمام أي منهما في كل مرة وفي إحدي المباريات التي تفرجت عليها، حضر عدد كبير من نجوم الزمالك وقتها مثل محمد حلمي وطارق يحيي
ويومها قدم أحمد شقيقي الأكبر ـ رحمه الله ـ واحدة من أفضل المباريات التي لعبها علي الإطلاق وراوغ حلمي وطارق أكثر من مرة، إلي درجة أنهما بعد المباراة صافحاه وأبديا انداهاشهما من عدم انضمامه لأي من الفرق الكبيرة
وقتها كنت مواظباً علي اللعب في دوري بين الفصول في مدرسة ناهيا الابتدائية، ولم يكن في فصلي لاعبون مميزون، ولن أنسي تلك المباراة التي جمعتنا بفصل آخر كان يلعب له وليد ابن عمي الذي يكبرني بعام، فقبل المباراة حاول وليد أن يراهنني علي أن فصله سيفوز، لكنني رفضت وقلت له بلاش مراهنة وخليها علي الله
كانت المباريات بين الفصول بنظام الدورين، تعادلنا في المباراة الأولي بهدف لكل منا، وفي الثانية فزنا بهدفين مقابل هدف، وأحرزت أنا الهدف الأول، وفي الهدف الثاني راوغت كل لاعبي الفصل المنافس ووضعت الكرة علي خط المرمي، حتي جاء أحد زملائي وأكملها بهدوء في المرمي
الطريف أن أول إصابة تعرضت لها في حياتي كانت خلال مشاركاتي في دوري المدارس، حيث كسرت قدمي، لذلك ذهب شقيقي أحمد ـ رحمه الله ـ إلي الأستاذ عصام مدرس التربية الرياضية الذي كان صديقاً له، وطلب منه عدم إشراكي في المباريات وحتي بعد شفائي ظل يستبعدني لفترة طويلة رغم أنني وقتها كنت في منتخب المدرسة وعن طريق دوري المدارس انتقلت إلي اللعب في دوري القطاعات
حاولت بقدر المستطاع في الحلقتين السابقتين أن أستعيد كل التفاصيل والحوادث من طفولتي ومراهقتي وكنت أعتقد أن بها الكثير من الوقائع، لكنني بعد مراجعتي لما كتبته انكشف لي أن ما ذكرته قليل جداً وأن هناك أشياء كثيرة من ذاكرتي.
لأنني لم أكن أخطط يوماً لتسجيل مذكراتي ونشرها، لم أكن أظن أن الله سيرزقني شهرة تجعل من حياتي قصة يهتم الناس بقراءتها لذا أرجو من القراء أن يعذروني إذا كنت سأقفز عبر الزمن قفزة واسعة لأختتم مذكراتي بهذه الحلقة، وربما يعطيني الله العمر لأستكمل ما غاب عني.
الشطارة في المدرسة
*******************
منذ الصغر وأنا متفوق دراسياً بفضل الله سواء في المرحلة الابتدائية أو الإعدادية ودائماً كنت من الأوائل والطلبة المتفوقين الذين يحصلون علي شهادات الاستثمار كجوائز عن تفوقهم.
وأتذكر أنني كنت ضمن فريق المتفوقين الذي شارك في مسابقات المنطقة التعليمية حتي دخلت مدرسة كرداسة الثانوية التي تبعد عن منزلي بحوالي كيلو ونصف الكيلو.
وهو ما دفعني لركوب الدراجة كل يوم فيما عدا يوم الاثنين الذي يتصادف مع موعد السوق، وبسبب الزحام الشديد كنت أضطر لعدم الذهاب للمدرسة وأحصل عليه كإجازة أقضيها في المنزل للمذاكرة.
ورغم أنني كنت أحاول التوفيق بين الدراسة والكرة فإن مرحلة الثانوية شهدت تغيبي عن المدرسة لفترات عديدة لارتباطي بمواعيد التدريبات والمباريات والمعسكرات مع منتخب الشباب.
لكن الحقيقة أن وليد ابن عمي كان يساعدني ويسهل علي كثيراً في الدراسة فقد كان يعطيني تلخيصات المناهج التي أعدها بنفسه كما كان يقوم بشرح بعض الدروس لي حتي تمكنت بفضل الله من النجاح بمجموع 80 في المائة، وظهرت نتيجة مكتب التنسيق بالتحاقي بكلية علوم الإسكندرية لكنني حولت أوراقي إلي كلية الآداب قسم التاريخ.
وكان لي صديق أصبح طبيباً الآن هو الدكتور أشرف أحد زملائي الذين كانوا ينافسونني في الدراسة، لدرجة أن المدرسين في المدرسة أطلقوا عليه لقب دكتور أشرف وأعطوني لقب المهندس محمد قبل أن ندخل امتحانات الثانوية التي كان يطبق فيها وقتها نظام التحسين والحقيقة أنه كان نظاماً جيداً لأن فرصة التعويض كانت موجودة بشكل مستمر.
ورغم كل ما يقال عن الثانوية العامة، حول أنها بعبع كل بيت، فإنني تعاملت معها مثلما تعاملت من قبل مع الدراسة في المرحلة الابتدائية والإعدادية واعتمادي كان علي المذاكرة في الأيام الأخيرة قبل الامتحانات لكن صادفني بعض الصعوبة لأنه كانت هناك مواد يصعب الإلمام بها قبل الامتحان.
كنت أعشق مادة الفيزياء وحصلت فيها علي مجموع كبير ورغم أنني لم أتمكن من تحقيق حلم التحاقي بكلية الهندسة، فإنني بإذن الله سأشجع نجلي أحمد وسيف علي التحاق أحدهما بها لكي يحققا لي الحلم الذي راودني لفترات طويلة
عدو الدروس الخصوصية
**********************
ومنذ صغري توجد بيني وبين الدروس الخصوصية عداوة، لا أعلم سببها، لكنني كنت أشعر بأن بها جزءاً كبيراً من إهدار وقتي ولأنني من الأساس كان وقتي ضيقاً للغاية بسبب ارتباطي بالتدريبات والمعسكرات والمباريات لذلك لم أحبذ حصولي علي أي دروس خصوصية.
ولا أخفي سراً أن الظروف المادية للأسرة لم تسمح أيضاً بذلك لأن كل أشقائي كانوا في مراحل تعليمية مختلفة وكان لابد أن يراعي الجميع الحالة الاقتصادية للأسرة.
وأتذكر أنني كنت في أيام الثانوية العامة أركب الميكروباص للمدرسة أثناء الذهاب ثم أعود من جديد لمنزل والدي للحصول علي ملابس التدريب ثم أتوجه من بعدها للنادي حيث كنت أستقل ميكروباص لبولاق ومن هناك أستقل أتوبيس رقم 196 لأنه كان يمر من أمام النادي وتقريباً كان المواصلة الوحيدة المتاحة أمامي وقتها.
ورغم أنني كنت متفوقاً في جميع المراحل الدراسية إلا أنني انضممت لمعسكر منتخب الشباب مع الكابتن حلمي طولان واستمريت لمدة شهر بعيداً عن المنزل وفور عودتي كنت سأؤدي امتحاناً في مادة الإحصاء وطبعاً عشت مأزقاً حقيقياً لأول مرة في حياتي لأنني لم أستعد أو أذاكر بشكل جيد حتي أدخل الامتحان.
لدرجة أنني فكرت في عدم حضوره من الأساس، لكن شقيقي أسامة الذي يعمل مدرساً للرياضيات جلس معي وطلب مني الهدوء في محاولة منه لكي أستطيع أن أذاكر وأدخل الامتحان وبالفعل جلس معي من الساعة التاسعة مساء حتي الساعة الثانية صباحاً وخلال هذه الفترة ظل يشرح لي مسألة من كل فصل حتي تمكن من لم المنهج بالكامل.
والحقيقة أنني لن أنسي هذا الامتحان، لأنني بفضل الله وبمساعدة شقيقي تمكنت من الحل بشكل جيد جداً وحصلت علي 48 درجة من 50، وفور عودتي للمنزل استفسر مني شقيقي عن الطريقة التي أجبت بها عن الأسئلة فبدأت أشرح له، فقال لي إن شاء الله ربنا سيوفقك وتحصل علي درجة كبيرة والحمد لله ربنا كلل جهده معي بالخير.
لا أعتبر نفسي كاتباً بالتأكيد، لذلك أرجو أن تعذروني إذا بدت الأحداث غير مرتبة حسب تسلسل أحداثها، فكل ما أفعله أنني أسجل كل المشاهد التي يمكنني تذكرها لذلك تجدونني أحياناً أعود للحديث في أمور كنت قد تحدثت فيها من قبل.
وتسقط مني بعض التواريخ أحياناً أخري، لأنني لم أكن أتوقع أبداً أن يأتي اليوم الذي سأسجل فيه ذكرياتي، ولهذا السبب أفضل أن أسميها ذكريات وليس مذكرات فما أكتبه هنا هو بعض المحطات المحفورة في ذاكرتي وليس كل ذكرياتي.
وبعد نشر الحلقة الأولي في الأسبوع الماضي، تذكرت أن هناك أموراً عديدة كان يجب أن أتحدث عنها قبل الخوض في التفاصيل مثل تعريف الجماهير بطبيعة منزلي الذي نشأت فيه وعلاقتي بوالدي ووالدتي من هنا أستأذنكم في أن أخصص هذه الحلقة للحديث عن تلك الأمور الأساسية التي فاتني الحديث عنها في العدد الماضي، فالمؤكد أن تلك الأمور ستعطي القارئ بعض الملامح الأساسية والحوادث التي أثرت في تكويني منذ طفولتي.
البيت
******
صورة لأولاد محمد ابو تريكه - احمد محمد ابو تريكه و سيف محمد ابو تريكه
صورة نادرة لأبو تريكة
بيتنا لا يختلف في شيء عن أي بيت ريفي في القري المصرية، فهو يتكون من طابقين ليستوعب كل أفراد الأسرة، أشقائي وزوجاتهم وأبنائهم، ويفتخر والدي ـ وأنا معه ـ بأنه بني هذا البيت بيديه طوبة طوبة.
لكن أهم شيء في بيت العائلة ليس شكل الحجرات والحوائط والأبواب والشبابيك، وإنما ذلك السحر الغامض الذي يجعله دائماً جنتي الصغيرة علي الأرض، عندما أدخله أشعر بالطمأنينة والأمان التام.
إذا كنت حزيناً ودخلته يزول همي، أشم فيه دائماً رائحة المحبة ومن هدوئه أستمد سكينة الروح وقد اعتدت أنا وأشقائي علي تخصيص يوم الجمعة للتجمع والالتقاء في بيت العائلة كل أسبوع بوجود جميع الزوجات والأبناء، إضافة إلي أيام المناسبات والأعياد.
والدي
*******
والدي محمد محمد أبوتريكة يعمل جنايني وعمره حالياً 67 عاماً وربنا يعطيه الصحة وطول العمر ـ لم يفكر أبداً في الجلوس بالمنزل ليستريح في شيخوخته والدي لديه مبدأ دائماً ما يردده أمامي منذ صغري وهو أنه يحب أن يأكل من عرقه ومن عمل يديه، إذ كان يقول العبارة المأثورة الإيد البطالة نجسة.
وبالرغم من أنه يعاني بعض المشكلات الصحية، فإن حماسه للعمل لم ينقطع أبداً، ويعتبر العمل جزءاً من حياته لا يمكن الابتعاد عنه أو التفريط فيه.
وقد حاولت أنا وأشقائي أكثر من مرة أن نقنعه بالراحة في المنزل بعد بلوغه سن المعاش لكنه رفض طلبنا بشكل قاطع لذلك يزداد افتخارنا به يوماً بعد يوم، ونعتز بعمله وبإرادته وعزيمته وهو حالياً مسئول عن فيللا كبيرة لأحد الأثرياء السعوديين بالزمالك.
وأظن أن هذا الثري السعودي لا يعرف شيئاً عني فهو لا يأتي إلي مصر إلا لفترات قصيرة وعلي سنوات متباعدة لكن مدير أعماله المسئول عن الفيللا يعرفني جيداً.
وقد اعتدت علي عدم التدخل في قرارات والدي وحياته، فأنا أراه في صورة البطل الذي جاهد وكافح في حياته ليربيني ويعلمني أنا وأشقائي أفضل تربية، ووصل بنا لمراحل تعليمية جيدة، وأعتبره مثلاً أعلي وقدوة لي.
وهو يؤازرني بشدة ويدعمني في حياتي، بل يوجه لي النقد أحياناً فبعد مباراتنا أمام أنيمبا في نيجيريا كنت أزوره في البيت، وعلق علي إحدي الفرص التي أتيحت لي خلال المباراة عندما سددت الكرة فارتدت من العارضة.
وقال لي إنني عندما أتخذ قرار التسديد يجب أن أختار التوقيت الملائم والمساحة المناسبة لأضمن دخول الكرة للمرمي وأضاف إن الحال كان سيختلف يومها لو لم نكن متقدمين بهدف أو كان الفريق صاحب الأرض فائزاً، لأن أحداً لم يكن ليرحمني علي هذه الفرصة الضائعة.
أكبر إخوتي هو شقيقي أحمد حصل علي بكالوريوس تجارة ومن بعده شقيقي حسين خريج كلية دارعلوم ويعمل مدرس لغة عربية، ثم الأستاذ أسامة مدرس الرياضيات الحاصل علي بكالوريوس تجارة وشقيقتي ناهد ونعمات متزوجتان، ثم أنا وشقيقي الأصغر محمود الذي حصل علي معهد الروضة، بينما حصلت علي ليسانس آداب قسم تاريخ.
والحقيقة أنني كنت الفتي المدلل لوالدي حتي أنجب شقيقي الأصغر محمود ولم أبتعد عن منزلنا في ناهيا سوي بعد زواجي، حيث انتقلت بعدها للإقامة في شقتي بشارع فيصل.
ورغم أن والدي خرج علي المعاش، إلا أنه مازال يصر علي العمل وكل أفراد أسرتنا فخورة بروحه العالية وإصراره علي العمل لآخر لحظة طالما هو قادر علي العطاء.
وأتذكر أن والدي اصطحبني في إحدي المرات معه لإحدي الحدائق التي كان يعمل فيها وذهبنا يومها بالدراجة وشاهدت كل زملائه في العمل مع أبنائهم الذين كانوا يحرصون علي اصطحابهم معهم في الأعياد وأي مناسبات لكن والدي لم يصطحب أحداً من أشقائي والمرة الوحيدة التي حرص فيها علي اصطحاب أحد كانت في المرة التي ذهبت فيها معه.
آخر زيارة لوالدي في عمله كانت قبل لقاء فيلا الأوغندي في دور الـ 32 لبطولة دوري الأبطال ويومها حكي لي عم شعيب زميله في العمل عن أولاده الأهلاوية الذين يغيظونه بي لأنه زملكاوي وطلب مني يومها أن أخف شوية علي الزمالك في مباريات القمة، ثم طلب مني تي شيرت يحمل توقيعي وعندما سألته عن السبب علي اعتبار أنه زملكاوي متعصب أبلغني أنه سيهديه لأفضل أولاده دراسياً
والدتي
*******
هي نموذج خالص للأم المصرية، الطيبة المفرطة التي تصل إلي حد المثالية، الحنان العظيم والإخلاص والتفاني هي ربة منزل بسيطة، لا يشغلها في حياتها سوي تربية أبنائها والعمل علي راحتهم، ليست لها أي علاقة بالكرة سوي الدعاء لي وللفريق الذي ألعب له سواء عندما كنت في الترسانة أو بعد انتقالي للأهلي.
وتخاف بشدة من مشاهدة المباراة لأنها لا تحتمل رؤية المشهد إذا سقطت علي الأرض أو أصبت أو دخل علي أحد الخصوم بقوة في أي كرة مشتركة هي أم بمعني الكلمة تعدل بين أبنائها ولا تفضل أو تجامل واحداً منا علي حساب الآخر.
ولديها فيضان من الحب والحنان ربما لا يوجد في أي أم أخري، أنا مدين لها بالكثير الذي أخذته منها، ولا أعتقد أنني أستطيع وفاء هذا الدين طيلة عمري، فما أعطته لي لا يوزن بالذهب ولا يقدر بثمن.
سندويتشات عم مكي
********************
منذ الصغر ارتبطت بمطعم الفول والطعمية الموجود في سور نادي الزمالك، حيث كان هو مصدر الساندويتشات التي أشتريها يومياً قبل دخولي نادي الترسانة وطبعاً لأن المصروف كان يكفي بالكاد لركوب المواصلات وشراء ساندويتش أو اثنين فلم تكن السندويتشات تخرج عن نطاق الفول أو الطعمية لكنني لن أنسي طعمها اللذيذ الذي مازلت أشعر به داخل فمي.
وكنت قد كونت صداقة مع عم مكي. صاحب المطعم الموجود في سور نادي الزمالك وحتي الآن أحرص علي شراء بعض الساندويتشات منه وغالباً ما يتكرر ذلك في الأيام التي أستيقظ فيها مبكراً، حيث أحرص علي الإفطار في المطعم قبل الذهاب للنادي لأداء التدريب الصباحي، لكن طبعاً الوضع اختلف في أنني أصبحت قادراً علي اختيار الساندويتشات بينما كان الأمر صعباً من قبل لأن أي تأليف أو عنطزة سيدمر المصروف.
مصنع الطوب
*************
الكثير من الزملاء يخجلون من الحديث عن ماضيهم الفقير، لكنني لا أري مشكلة في ذلك، لأنني أفتخر بفقري وأفتخر بالنعم التي أعطاني الله إياها لن أزعم أنني كنت نجماً من صغري لذلك لا أجد أي حرج في الاعتراف بأنني كنت أعمل في بداية مراهقتي بمصنع للطوب.
لم يكن العمل في مصنع الطوب أمراً إجبارياً علي أي واحد من أشقائي الذين سبقوني للعمل فيه، عندما التحقت به كان عمري بين الثانية عشرة والثالثة عشرة علي ما أذكر كان زملائي ينتظرون بفروغ الصبر فترة الإجازة الصيفية ليذهبوا إلي المصايف ويستمتعوا بإجازاتهم، بينما كنت أنا أذهب للعمل مع عمي عيد في مصنع الطوب.
لم يكن الأجر شهرياً ولا أسبوعياً، بل كنت أعمل باليومية، ولم يكن أجري وقتها يزيد علي جنيهين، ثم زاد بعد ذلك تدريجياً حسب طبيعة وحجم العمل الذي كنت أؤديه.
في المرحلة الأولي من عملي كانت مهمتي هي كنس أرض المصنع من الحصي المتبقي في الأرض وتنظيفها من الرمل والملونة الأسمنتية كانت هذه المرحلة هي أقل المراحل إجهاداً في مصنع الطوب لأنها كانت سهلة وتناسب سني الصغيرة.
أعطتني والدتي ملابس قديمة لكي أرتديها في العمل، وفي نهاية اليوم كنت أستبدل ملابسي وأترك طاقم العمل في المصنع، ولا أعود به إلا مرة واحدة في نهاية الأسبوع لكي يتم غسله وتنظيفه.
وفي بعض الأحيان كنت أضطر إلي إحضار وجبة للغداء في فترة الراحة بالمصنع، لأنني كنت أستيقظ لصلاة الفجر وأتناول إفطاري ثم أتوجه إلي العمل، وأعود بعد صلاة المغرب، أصلي المغرب وأتناول عشائي، وغالباً أتوجه للنوم مبكراً بسبب إحساسي بالتعب والإرهاق الشديدين.
في السنة الثانية لعملي بالمصنع، انتقلت إلي مرحلة جديدة، تتلخص في تقليب المونة والأسمنت بعد أن يتم تحضيرها والحقيقة أن عملية التقليب كانت صعبة ومجهدة للغاية، إذ يجب أن يكون التقليب مستمراً طيلة اليوم حتي لا تجف المونة وأعتقد أن هذا العمل ساعد بشدة في تقوية عضلاتي وإعدادي بدنياً، فهو أقسي من كل تدريبات الكرة التي أمارسها الآن.
وفي السنة الثالثة لعملي، انتقلت لمرحلة متقدمة، فقد أصبحت مسئولاً عن البراويطة. وهي عبارة عن مكان يدخل فيه خليط المونة من الرمل والأسمنت، ليتم تفريغه في قوالب الطوب بشكلها النهائي.
ثم تدرجت حتي وصلت للمرحلة الأخيرة الخاصة بتحضير المونة وعمل الخلطة المكونة من البودرة والرمل والأسمنت.
وبالرغم من أن كل أشقائي عملوا في المصنع، فإن هناك اثنين لم يعملا فيه، هما شقيقي الأكبر أحمد ـ رحمه الله ـ والأصغر محمود، الذي رفض والدي أن يلتحق بهذا العمل لأنه مرهق للغاية.
ولابد أن أعيد التأكيد علي أن فترات الصيف التي اشتغلت فيها بالمصنع كانت بالفعل تمثل إعداداً بدنياً هائلاً لي، وربما يكون المصنع بمثابة جيمانزيوم. بدائي، ساعدني في بناء جسمي الذي أعتقد أنه جيد لأي لاعب أو رياضي بشكل عام.
عودة للأحزان
*************
مثلما ذكرت في بداية هذه الحلقة، فإن بعض الأحداث أكتبها، وبعدها أتذكر تفاصيل جديدة فيها، وينطبق هذا علي وفاة شقيقي أحمد التي تحدثت عنها في الحلقة الماضية، لذلك أستأذنكم أن أتحدث فيها مجدداً لما كان يمثله لي أخي.
كانت الوفاة طبيعية تماماً عام 89، وكان يعمل محاسباً، وأثناء عودته للمنزل تعرض لهبوط مفاجئ في الدورة الدموية ولقي وجه ربه الكريم.
كنت في الصف السادس الابتدائي، وكنت مرتبطاً بأحمد بشكل غير عادي، ليس لأنه كان يدللني، ولكن لأنني كنت أري فيه المثل الأعلي، فهو رجل لم يختلف أحد في القرية علي أخلاقياته، ويبدو أن الله زرع حبه في قلوب الناس، سواء بسبب موهبته الفذة في كرة القدم، أو لشخصه ورجولته وأخلاقياته.
قبل وفاته، كان رحمه الله قد انتهي من تقديم أوراقه للالتحاق بالتجنيد، وبالرغم من أن كل أفراد الأسرة كانوا خائفين عليه ويتمنون أن يحصل علي التأجيل والإعفاء، فإن والدي كان راضياً ويكرر علي مسامعنا عبارة محش بياخد أكتر من نصيبه.، وقبل أن يتحدد له السلاح الذي سيلتحق به توفي.
وبعد أن كبرت بعض الشيء، قالت لي أمي إن والدي أظهر حالة نادرة وجميلة من الإيمان والصبر، حيث أذّن. لصلاة الفجر في المسجد، وحسب الكلام الذي سمعته، فإن صوته في الآذان كان يقطع القلب. وبكي الكثير من أهل القرية تأثراً به فقد كان مليئاً بالشجن والحزن لرحيل نجله الأكبر.
تهديد بالقتل
***********
والدي ربنا يعطيه الصحة كان يساعدني بقوة في لعب الكرة ويرفض تماماً الكلام معي في الدراسة سواء ذاكرت أو لم أذاكر لأنه كان مقتنعاً أني عاقل ويمكن الاعتماد علي، وأستطيع تحمل المسئولية.
لكن الشيء الغريب هو أنه لم يكن يهتم بالحضور لمتابعتي وأنا ألعب الكرة سواء في مركز شباب ناهيا أو في نادي الترسانة، إلا أنني فوجئت بوجوده في مدرجات نادي الترسانة ويحضر لمتابعتي بشكل يومي في الفترة الأخيرة لي قبل انضمامي للأهلي.
وعندما سألته عن سبب اهتمامه بي فوجئت به يوضح لي أنه يحضر بعدما علم بتهديدات القتل التي تلقيتها من بعض مشجعي الترسانة لكنني أوضحت له أنه كلام غير صحيح بالمرة لأن كل جماهير النادي تحبني وربما يكون هذا الكلام تردد بسبب حزنهم علي رحيلي وانضمامي للأهلي.
ورغم عدم اهتمام والدي بمتابعتي في التدريبات، إلا أنه كان يشجع الأهلي بشكل غير عادي، لدرجة أنه كان يحضر تدريبات الفريق في الجيل الذهبي بالسبعينيات.
وأتذكر أنه حكي لي أن هيديكوتي المدير الفني المجري للأهلي كان يحرص علي وضع تدريبات خاصة للكابتن محمود الخطيب، حيث يضع له كرسياً داخل منطقة الجزاء ويطلب منه القفز من فوقه ليلحق بالكرات العرضة ويسددها داخل المرمي.
والحقيقة أن حب والدي للأهلي غرسه بداخلي منذ الصغر، خاصة عشقي للكابتن الخطيب وكابتن طاهر أبوزيد مارادونا النيل لأنه كان يعشقهما.
في الوقت نفسه، فإن والدتي كانت تخاف علي من لعب الكرة، بسبب الإصابات التي كنت أتعرض لها لكن خالي فتحي شقيقها كان يطالبها بأن تشجعني بدلاً من خوفها الزائد علي، لأنه كان أهلاوياً متعصباً ومنذ انتقالي للأهلي أحمل همه عندما أشارك في أي لقاء لأنني أعلم جيداً أنه سيحزن بشدة وربما يمتنع عن الأكل لو لم يفز الأهلي بالمباراة.
قصة التعارف علي أم سيف وأحمد
*****************************
عادة لم أكن أواظب علي الحضور في الكلية، لأنني كنت مرتبطاً بمواعيد تدريبات الترسانة والمنتخب الأوليمبي حتي شاهدت زوجتي وتعرفت عليها وبدأت أشعر بأنها الفتاة التي كنت أحلم بها لما كانت تتمتع به من أخلاقيات طيبة وأدب واحترام غير عادي.
وبالفعل تقدمت لخطبتها وأنا في الفرقة الرابعة وأتممنا بعد ذلك الزواج وأتذكر أن شقيقي أسامة لاحظ حرصي في الفترة التي تعرفت فيها بزوجتي علي الذهاب بشكل منتظم للكلية بحجة حضور المحاضرات، فسألني عن السبب فشرحت له الأمر فساعدني وظل يساندني وطلب مني الاجتهاد لإنهاء مشوار الدراسة لكي أتمكن من التقدم لها والزواج منها.
ولا أنسي أنني يوم الخطوبة كنت أشعر بالخجل الشديد وكانت يداي ترتعدان من الكسوف، لدرجة أنني لم أتمكن من تلبيسها الشبكة بسهولة، بل ظلت يداي ترتعشان لفترة طويلة حتي تمكنت في النهاية من إنجاز المهمة التي كانت ثقيلة للغاية علي قلبي في وقتها.
كذبة التوقيع للزمالك
*******************
منذ صغري أشعر بوجود حاجز بيني وبين نادي الزمالك حتي عندما كنت ألعب في صفوف الناشئين بالترسانة، لم أكن أتمني الانضمام للزمالك مثل أي لاعب من زملائي في الناشئين بالعكس كنت واضحاً وأعلن رغبتي في اللعب للأهلي دائماً حتي عندما بدأت المفاوضات معي للانضمام للزمالك كان الأمر يمثل عبئاً ثقيلاً علي.
ولم أكن مقتنعاً علي الإطلاق أن بإمكاني ارتداء الفانلة البيضاء رغم أن مفاوضات مسئولي الزمالك كانت أكثر جدية من مفاوضات الأهلي.
وأتذكر أنني حاولت التغلب علي الصراع الذي كنت أعيشه بداخلي من خلال أكذوبة بيضاء التي ادعيتها علي نفسي حيث أبلغت والدي ومن بعده باقي أفراد أسرتي بأنني وقعت للزمالك وحصلت علي مقدم التعاقد حتي أستطيع أن أهيئ لنفسي المناخ الذي يمكنني من الانضمام إليه.
ووقتها وجدت حالة حزن علي وجه والدي وأشقائي لأنهم كانوا يتمنون لي اللعب للأهلي بوصفهم عاشقين لهذا الصرح الكبير مع احترامي الكامل لنادي الزمالك ومسئوليه الذين كانوا محترمين للغاية في مفاوضاتهم معي.
ويومها والدي سألني عن أسباب تعجلي وتوقيعي للزمالك دون أن أنتظر ما ستسفر عنه مفاوضات الأهلي لكنه سرعان ما تراجع بعدما شعر من كلامي بأن الطوبة جت في المعطوبة وأصبح انضمامي للزمالك أمراً واقعا.
بعدها بدأوا يحاولون أن يظهروا لي أنهم تأقلموا علي الوضع لأننا تعودنا منذ الصغر علي أن تكون القرارات نابعة من داخل كل فرد فينا، إلا أنني كنت أشعر بهم، وفي الوقت نفسه أعيش حالة تردد غير عادية لدرجة وصلت أنني فكرت في التجديد للترسانة بدلاً من ارتداء الفانلة البيضاء.
إلا أن ربنا وفقني ومنحني فرصة تحقيق حلم حياتي بعدما زادت جدية مفاوضات الأهلي وتدخل الكابتن طاهر أبوزيد والكابتن محمود الخطيب والمهندس عدلي القيعي ومن قبلهم الحاج محمد عبدالوهاب عضو المجلس وسرعان ما توصلوا لاتفاق مع إدارة الترسانة وحصلوا علي توقيعي.
وأتذكر أنني عندما توجهت بعدها لأبلغ أسرتي بتوقيعي للأهلي لم يصدقونني في البداية وكانوا يعتقدون أنني أحاول تخفيف حزنهم من انضمامي للزمالك، لكن سرعان ما أبدوا سعادتهم البالغة بتوقيعي للأهلي بعد تأكدهم من إنهائي للأمور بشكل حقيقي.
خاصة أن المفاوضات الأهلاوية لم تكن الأولي من نوعها، بل كانت تحدث تقريباً بشكل مكرر مع نهاية كل موسم، لكن ظروف استمرار عقدي مع الترسانة كانت تحول دون إتمام المفاوضات لأتأكد بعدها أن كل تأخيرة وفيها خيرة.
مباريات القمة
************
في الوقت الذي وفقني فيه المولي عز وجل، وتمكنت من إحراز خمسة أهداف خلال 3 لقاءات قمة، فإنني لم أكن محظوظاً في مباريات الزمالك عندما كنت ألعب بالترسانة ففي كل مباراة ألعبها كنت أتمني إحراز هدف لكنني لم أتمكن من تحقيق هذه الأمنية سوي بعد انضمامي للأهلي فقط.
وأتذكر أنني في إحدي لقاءات الناشئين أهدرت ضربة جزاء وكانت من المرات القليلة التي أهدر فيها ضربة جزاء والمباراة يومها أقيمت علي ملعب الجامعة.
والأمر نفسه حدث معي في مباريات الأهلي فلم أتألق في أي مباراة لعبتها أيام الترسانة سوي في مباراة وحيدة لعبناها ولم تذع وقتها وخسرناها بهدفين مقابل لا شيء أحرزهما إبراهيم سعيد من ضربة جزاء وعلاء إبراهيم ووقتها كانت الولاية الأولي لمانويل جوزيه مع الفريق.
أما مباريات القمة كمشاهد فكنت أخشي مشاهدتها علي الإطلاق وأضطر للسهر حتي اليوم التالي لأشعر بالإرهاق قبل المباراة ثم أخلد للنوم وأستيقظ بعد نهايتها، والغريب أن القلق زاد بعد انتقالي للأهلي بعدما شعرت بحجم المسئولية الملقاة علي عاتقي، لذلك كنت حريصاً علي عدم إجراء أي حوارات أو أحاديث صحفية قبل لقاءات القمة لكي أركز قدر المستطاع وأستطيع إخراج ذلك في المباراة.
أزمة مباراة ليبيا
****************
من أصعب اللحظات التي عشتها في حياتي ما تعرضت له بعد خسارة المنتخب الوطني أمام ليبيا في مباراة الذهاب من تصفيات كأس العالم 2006 التي ستقام في ألمانيا فقد كنت أشعر بأن الجماهير تعقد علي آمالاً كبيرة في هذا اللقاء بعدما تمكنت من الوصول لفورمة جيدة مع الأهلي.
لكن توفيق ربنا لم يحالفني ولم أظهر بالمستوي المأمول في اللقاء وما زاد من صعوبة موقفي أنني أهدرت فرصة محققة كانت كفيلة بتغيير نتيجة اللقاء سواء بالتعادل أو الفوز.
بعدها تعرضت لحملة انتقادات شديدة في عدد كبير من الصحف حتي قررت الامتناع عن قراءة الصحف.
وبعدها بفترة قصيرة ربنا عوضني خلال مباراة القمة وتمكنت من إحراز هدفين في اللقاء الذي انتهي لصالحنا بأربعة أهداف مقابل هدفين.
ويومها تجمع عدد كبير من أهالي ناهيا أمام منزل والدي وأحضروا طبلة ومزماراً وظلوا يهتفون لي ويطالبونني بالخروج من المنزل لرد تحيتهم لكنني لم أكن في المنزل من الأساس، والحقيقة أنهم ظلوا يهتفون لي لفترة طويلة حتي خرج لهم والدي وأكد لهم أنني لم أحضر لمنزله بعد اللقاء وأنني توجهت لمنزلي في شارع فيصل
برنامج اليوم
*************
الحمد لله تربيتي الدينية ساعدتني كثيراً علي الالتزام بنظام يومي أشبه ما يكون بنظام الاحتراف، فأنا أستيقظ في السابعة والنصف صباحاً لكي أذهب للنادي قبل المران الصباحي الذي يقام في التاسعة بوقت مبكر وبعد انتهاء المران أتوجه لتناول وجبة الغداء ثم أصلي صلاة الظهر وأعود بعدها لمنزلي في شارع فيصل لأحصل علي قسط من الراحة وأجلس مع أسرتي لبعض الوقت.
ورغم أن المران المسائي موعده في الساعة السابعة، إلا أنني أحرص علي الوجود قبل صلاة العصر في النادي لأحصل علي فترة لقراءة القرآن ثم أصلي العصر وأخلد للراحة في استراحة النادي لبعض الوقت حتي موعد المران.
بعدها أعود لمنزلي من جديد عقب أدائي لصلاة المغرب لأجلس مع أسرتي بعض الوقت ثم أصلي العشاء وأعود للجلوس مع أبنائي ثم أخلد بعدها للنوم في وقت مبكر أقصاه الساعة العاشرة والنصف مساء لقناعتي بأهمية النوم والراحة للاعب الكرة مثل تدريباته اليومية.
أيام الإجازات لا يختلف فيها برنامجي اليومي عما يحدث في أيام التدريبات باستثناء أنني أتوجه لزيارة منزل والدي وقضاء أوقات طويلة مع الأسرة الكبيرة لأنني أكون مشتاقاً لهم جميعاً بسبب عدم قدرتي علي تكرار الزيارة بشكل دوري بسبب كثرة المعسكرات والسفر الخارجي سواء مع الأهلي أو المنتخب الوطني.
كنـــا مع مذكرات للفنان محمـد أبو تريكة عقب الموسم التاريخى 2004/2005
والآن مع اهـم احـاديث الفنــان لجريدة يونيفر سبورت فى بداية الموسم الحالى:
أبو تريكه:الأهلي والصفاقسي الافضل,بطولات الاهلي لاتحتاج مجاملة,جمهور الاهلي لامثيل له
قامت صحيفة يونيفرس سبور التونسيه الرياضيه المتخصصه الشهيره باجراء حوار قصير مع نجم الأهلي ومنتخب مصر , الموسيقار محمد أبو تريكه , بصفته أحد أشهر لاعبي مصر والوطن العربي والقاره الأفريقيه حاليا , وأجاب تريكه خلال هذا الحوار المتميز الذي أجرته معه المجله التونسيه علي أكثر من سؤال يهم جماهير الأهلي , .. أهم ما جاء في حوار الموسيقار تريكه مع مجله سبور التونسيه:
* الأهلي والصفاقسي أفضل الأندية العربيّة مع إحترامي للبقيّة
* نجم الأهلي والكرة المصرية محمد أبو تريكة لـ« سبور»
* فاجأني مردود المنتخب التونسي في المونديال...
* البطولة التونسيّة متقدّمة افريقيّا ولها حضور بارز
* انجازات الأهلي ونتائجه لم تكن بمحض الصدفة
محمد أبو تريكة هو بلا منازع أحد أفضل اللاعبين المصريين في الوقت الحاضر... لاعب يعرف كيف يبسط سيطرته على وسط الميدان... يتمتع بمواصفات كروية متميزة... ويعرف أيضا طريق الشباك... لذلك ليس عجيبا أن تراه بالتشكيلة الأساسية للأهلي المصري ولمنتخب الفراعنة أبو تريكة عانق النجاح والألقاب منذ إنتقاله من مهده الأصلي نادي الترسانة إلى فريق القرن إفريقيًّا الأهلي المصري الذي فتح أمامه أبواب الإلتحاق بالمنتخب مثلما أثرى سجلّه بعديد الألقاب والتتويجات التي لم يكن ليحصل عليها لو بقي في ناديه الأم. قوته تكمن في أنّه يتعامل مع الكرة بعقله وبذكاء ولا يعتمد فقط على قوّته البدنية أو مهاراته الفنية العالية... أبو تريكة يريد أيضا أن يسير على منوال نجوم الكرة المصرية الكبار.. مثلما يبدو مستعدا لخوض مغامرة إحترافية أوروبية تضيف إليه الكثير لا على المستوى المادي فحسب وإنما أيضا وبالخصوص على المستوى الكروي... يتمتع بالإنضباط ورفعة الأخلاق إلتقته «سبور» مؤخرا وأجرت معه هذا الحوار.
تعرّضتم إلى أوّل هزيمة قارية منذ 20 مباراة أمام النادي الصفاقسي، بماذا تفسر ذلك؟
أقول أولا إن مجموعتنا صعبة وقوية بوجود أندية إفريقية تمتلك مواصفات الإصرار والخبرة فضلا عن وجود 3 فرق عربية في نفس المجموعة الأولى وهو ما يمنح المقابلات جوّ الدربيات... التي دائما ما تكون ليس لها مقياس ولا حقيقة فيها سوى حقيقة الميدان... كان بودّنا لو إنتصرنا في المباراة الأولى أمام النادي الصفاقسي لكن مع ذلك لا شيء قد فات فنحن حاملو اللقب، ونريد المحافظة على بطولتنا القارية ومستعدون لذلك ونعرف كيف نستوعب بسرعة العثرة... وبالنسبة للنادي الصفاقسي أقول إنّه فريق كبير ومحترم وقدّم أداء رفيعا للغاية... ومن دون أن نسبق الأحداث أعتقد أن الأهلي والصفاقسي هما الأوفر حظا لإدراك المربع الذهبي وأقول هذا دون الإستهانة بالفريقين الجزائري والغاني.
تحاط انجازات الأهلي بهالة إعلامية كبيرة فهل يستحق فعلا ذلك؟
الأهلي هو أكبر ناد إفريقيّا وعربيا بانجازاته وإضافاته، وهو صاحب عديد الأرقام القياسية وقوّته ليست من فراغ وإنّما هي نتاج لمنظومة متكاملة تجتهد من أجل مستقبل الأهلي فهو يمتلك مجلس إدارة مستقر وجهازا فنيا على أعلى مستوى يقوده المدرّب البرتغالي جوزيه مانوال الذي يعرف اللاعبين ويحسن اعدادهم وتجهيزهم للمباريات وله نتائج ايجابية بالدوري المصري والمسابقة الإفريقية كما أنه يمتلك جمهورا لم أر له مثيلا.
لكن هناك من يعتبر أن الأهلي يستفيد من معاملة خاصة لتكريس تفوقه؟
الأهلي المصري فريق كبير بتاريخه وإنجازاته ولا يحتاج إلى محاباة أو معاملة خاصة من أحد، وهو يمتلك الامكانيات الكبيرة التي تخوّل له فرض لونه وبسط سيطرته وكل هذه الإنجازات كسبناها بالعرق والبذل والتنظيم والعقلية الإحترافية، ولم تكن بمحض الصدفة أو هدية من التحكيم أو من إتحاد الكرة...
إذن بماذا تفسّر مشاركتكم المحتشمة في البطولة العالمية للأندية البطلة باليابان؟
لم تكن لدينا الخبرة الكافية وتلك كانت أول مرة يشارك فيها فريق مصري في كأس العالم للأندية... كما أننا ذهبنا إلى اليابان بثقة مفرطة في النفس فوقعنا في المحظور... ونحن عازمون على الفوز بلقب رابطة الأبطال الإفريقية 2006 لنعود إلى اليابان ولنثأر لمشاركتنا الأولى ونمسح تلك الخيبة.
أليس غريبا أيضا أن المنتخب المصري ليس له حضور مكثّف في المونديال؟
فعلا فإن مشاركات المنتخب المصري في النهائيات العالمية لم تكن كثيرة ونحن غائبون عن المونديال منذ مدة... وإن شاء اللّه نتدارك ذلك... وعن الفترة الأخيرة أقول إنّ بداية منتخبنا الوطني في تصفيات كأس العالم 2006 لم تكن جيّدة مع المدرب ماركو تارديللي وكان جديدا علينا ولم يفهم نفسياتنا ولذلك حصل التململ وحينما جاء المدرب المصري حسن شحاتة، استوت الأمور وقدّمنا مردودا أفضل ولكن لسوء الحظ لم نتمكّن من تدارك النقاط المهدورة في بداية المشوار ولم نتمكن من الترشح الى المونديال. رغم أننا كنّا نريد الوصول إلى النهائيات العالمية بألمانيا... ولو كانت انطلاقتنا طيبة لأمكن لنا ذلك، وانظروا كيف أننا عدنا في الجولة الأخيرة من التصفيات بتعادل ثمين من خارج القواعد مع المنتخب الكاميروني وبذلك حرمناه من العبور إلى ألمانيا... وتعادلنا أمام هذا المنتخب العتيد دليل على قوّتنا واحترامنا لميثاق الرياضي...
لكن لو عدنا للحديث عنك شخصيّا فأنت عقدك مع الأهلي ينتهي في السنة القادمة ومع ذلك قمت بتجديده لمدة ثلاث سنوات أخرى. فهل يعني ذلك أنك تريد إنهاء مشوارك الرياضي معه وأنّك طرحت جانبا الاحتراف خارج مصر؟
صحيح، أنا جدّدت مؤخرا عقدي لمدة ثلاث سنوات أخرى برغبة من الأهلي المصري وأنا أصبحت ملتزما مع النادي إلى غاية 2010 ولكن لديّ اتفاق مع إدارته يتمثّل في أنّه في صورة وصول عرض إحتراف كبير يليق بي وبالفريق فإنّهم سيسّهلون عمليّة خروجي.
لكن الأهلي رفض تسريحك لفائدة لوكوموتيف موسكو الروسي رغم أنه كان عرضا مغريا؟
هذا صحيح، فالأهلي لم يوافق على تسريحي لفائدة لوكوموتيف موسكو رغم أن العرض مغرٍ ماديًّا... ولكنّ هذا لا يُخفي أنني أطمح إلى اللّعب في بطولة كبيرة تثري سجلّي الرياضي وتجعلني أستفيد من الناحيتين الكروية والمادية...
أعرف أنك تلقّيت عرضا كذلك من سبارتاك موسكو ولكن ما هي البطولات التي تريد اللعب لفائدتها؟
أنا أحب البطولة الإنجليزية وكذلك الفرنسية والإسبانية... وأتمنى اللعب في إحداها.
ماذا لو يصلك عرض من تونس ؟
بطولة تونس متقدمة إفريقيّا ولها حضور بارز على الساحة وأنا يشرّفني اللّعب فيها وأعتزّ بذلك لكنّني أفضّل الإحتراف الأوروبي في بطولة ممتازة لتطوير أدائي وليشكّل ذلك إضافة لسجلّي حيث تحصل الإستفادة كرويًّا وماديا مثلما أسلفت الذكر.
تابعت المونديال الأخير بألمانيا فما الذي بقي في ذاكرتك منه؟
هذا المونديال شهد عديد المفاجآت مثل خروج البرازيل والأرجنتين مبكّرا نسبيا وكذلك تتويج إيطاليا باللقب الذي شكّل مفاجأة بالنّسبة إليّ وأنا لا أحبّ الكرة الإيطالية لأنها دفاعية وبطولتها ليست فيها متعة... ولئن كنت أتمنى في البداية حصول البرازيل على اللقب العالمي إلا أنّه بعد خروجها أصبحت فرنسا هي الأجدر باللقب لأنها قدّمت مستوى ممتازا...
لم تحدّثني عن المشاركة العربية، لتونس والسعودية؟
كانت مشاركة عادية جدا ودون مستوى الانتظارات.. وتونس تمتلك لاعبين ممتازين لكن لا أعرف لماذا لم يظهروا بحقيقة إمكانياتهم؟ ولماذا لم يقدّموا المطلوب؟ وصراحة كنت أنتظر من المنتخب التونسي مردودًا أفضل لأنني أُدرك أنّه قادر على ذلك
من من اللاعبين التونسيين الذين يستهوونك؟
بعيدا عن المشاركة في المونديال التي كانت مخيبة للآمال يعجبني كثيرا حاتم الطرابلسي وأريد مشاهدته وهو من اللاعبين العرب القلائل المتألقين أوروبيّا.كما يشدّني أيضا سانطوس وزياد الجزيري وكريم حڤي ورياض البوعزيزي.
مواضيع مماثلة
» ๑۩۞۩๑ مذكرات نجوم المنتخب المصري -الجزء الأول- المعلم حسن شحاته (مع صور نادرة) ๑۩۞۩๑
» ๑۩۞۩๑ تاريخ المنتخب المصري كاملا ๑۩۞۩๑
» أضخم 10 جنازات في النصف الثاني من القرن العشرين
» حصريا اهداف مباراه الاهلي وحرس الحدود في الدور الاول للدوري المصري 2011
» علم ميكانيكا السيارات بالكامل فيديوهات نادرة وبجودة عالية مشاهدة مباشرة
» ๑۩۞۩๑ تاريخ المنتخب المصري كاملا ๑۩۞۩๑
» أضخم 10 جنازات في النصف الثاني من القرن العشرين
» حصريا اهداف مباراه الاهلي وحرس الحدود في الدور الاول للدوري المصري 2011
» علم ميكانيكا السيارات بالكامل فيديوهات نادرة وبجودة عالية مشاهدة مباشرة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى